طبيخا ، ففني الحطب ، فخرجت أطلبه ، فتناولت القدر ، فانكفأت على ذراعك ، فأتيت بك النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : بأبي وأمّي يا رسول الله ، هذا محمّد بن حاطب ، فتفل في فيك ، ومسح على رأسك ، ودعا لك ، وجعل يتفل على يديك ويقول : «أذهب البأس ربّ الناس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلّا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما» ، فقالت : ما قمت بك من عنده حتى برأت يدك.
أخبرتناه عاليا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا زكريا بن يحيى ، نا عبد الرّحمن (١) بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب ، حدّثني أبي ، عن جدّه محمّد بن حاطب ، عن أمّه أم جميل بنت المجلّل قالت :
أقبلت من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخة ، ففني الحطب ، فخرجت أطلبه ، فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك ، فأتيت بك النبي صلىاللهعليهوسلم [فقلت يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك. قالت : فتفل رسول الله صلىاللهعليهوسلم](٢) في فيك ، ومسح على رأسك ودعا لك ، ثم قال : «أذهب البأس ربّ الناس ، واشف أنت الشافي (٣) ، لا شفاء إلّا شفاؤك لا يغادر سقما» ، قالت : فما قمت بك من عنده إلّا وقد برأت يدك.
قال : ونا زكريا بن يحيى ، نا عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم ، حدّثني أبي ، عن أمّه عائشة بنت قدامة قالت :
أقبلت مع أمّي رائطة بنت سفيان امرأة من خزاعة ، والنبي صلىاللهعليهوسلم يبايعهن على أن لا تسرقن (٤) ، ولا تزنين ، ولا تقتلن أولادهن ، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين (٥) في معروف ، قال : فأطرقن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قلن : نعم فيما استطعنا» ، [فقلن : نعم ، فيما استطعنا](٦) كنت أقول كما يقلن ، وأمّي تقول : قولي نعم ، فأقول نعم [٧٦٧٧].
__________________
(١) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن م.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م للإيضاح.
(٣) الأصل وم : الشاف.
(٤) في م : على أن لا يشركن (في م : يشركون) بالله شيئا ، ولا يسرقن.
(٥) بالأصل وم : يسرقن ... يزنين ، يقتلن ، يأتين ... يفترينه ، يعصين.
(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن م.