محمّد بن العبّاس عن يعقوب بن إسحاق قال (١) : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول :
قد نويت أن لا أحدث عن من أجاب إلى خلق القرآن. قال يعقوب : فأدركته المنية ، ولو لا ذلك لترك الحديث عن جماعة من الشيوخ.
قال أبو الفضل يعقوب بن إسحاق : ولقد كنا في مجلس عثمان بن سعيد غير مرة ، ومرّ به الأمير عمرو بن الليث ، فسلّم عليهم ، فقال : وعليكم حدّثنا مسدّد. ولم يزد على هذا (٢).
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي [عن](٣) أبي بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحاكم قال : سمعت أبا الطّيّب محمّد بن أحمد الوراق يقول : سمعت أبا بكر الفسوي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول :
قال لي رجل من أهل سجستان ممن كان يحسدني : ما ذا كنت أنت لو لا العلم؟ فقلت : أردت شينا فصار زينا.
سمعت نعيم بن حمّاد يقول : سمعت أبا معاوية يقول : قال الأعمش : لو لا العلم لكنت بقالا من بقّالي الكوفة ، وأنا لو لا العلم لكنت بزّازا من بزّازي (٤) سجستان.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، قال : سمعت أبا بكر الخطيب يقول : سمعت محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري يحكي.
أن أبا الحسن الطرائفي لما رحل إلى عثمان بن سعيد الدارمي فقدم هراة دخل عليه ، فقال له عثمان : متى قدمت هذا البلد؟ فأراد أن يقول أمس ، فقال : قدمت غدا ، فقال له عثمان : فأنت إذا في الطريق [بعد](٥).
قرأت على أبي القاسم المعدّل ، عن أحمد بن الحسين ، أنا محمّد بن عبد الله ، قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول (٦) :
لما أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد الدارمي أتيت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، فسألته أن يكتب لي إليه ، فكتب إليه ، فدخلت هراة غرة شهر ربيع الأول من سنة
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٢٢.
(٢) يعني على ردّ السلام عليه ، انظر سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٢١.
(٣) الزيادة عن م.
(٤) في م : «بزارا من بزاري».
(٥) زيادة عن م.
(٦) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٢١ ـ ٣٢٢.