هذا محمّد بن عبد الله بن عمرو ، وغلّقت المقصورة ، ثم استفتح رجل ، ففتح له ، فإذا عثمان بن عروة بن الزّبير ، فإذا مثله في الجمال والهيئة ، فجاء فجلس قريبا منا ، فقال الشامي : ما رأيت كاليوم رجلا أجمل ولا أهيأ من هذا ، فقلت : هذا خالي أخو أمّي عثمان بن عروة بن الزّبير ، ثم أغلقت المقصورة ، فاستفتح رجل ، ففتح له فإذا عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، فإذا مثلهما في الجمال والهيئة ، فأقبل حتى وقف قريبا ، فقال الشامي : والله ما رأيت كاليوم رجلا أجمل ولا أهيأ من هذا ، فقلت : هذا ابن خال أبي ، وهو ابن خالي ، فأقبل عليّ الشامي ، فقال : ويحك ، ما قدرت أن تشبه من هؤلاء أحدا؟ (١) وكان عروة بن خالد قبيحا (٢).
قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا أبو الحسن بن خزفة (٣) ، نا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنا مصعب قال :
كان عثمان بن عروة يلي صدقة الزبير حتى مات ، وكان أسلم شيء في عشيرته ، وكانوا مجتمعين على محبته ، وكان سالم بن عبد الله إذا نظر إلى عثمان بن عروة بن الزّبير قال : كان يقال لو أن صائحا يصيح من السماء يقول : إنّ أميركم فلان ، فإن صاح ذاك الصائح فهو عثمان بن عروة.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد ، نا الزبير ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله ، عن مصعب بن عثمان قال : سمعت نوفل بن عمارة يقول :
كان بالمدينة رجلان من قريش ، ليس بالمدينة أنبه ولا أبعد صوتا منهما ، فقلت : من هما؟ فأبى أن يخبرني ، فأقمت أرفق به حتى قال لي : هما محمّد بن المنذر بن الزبير ، وعثمان بن عروة بن الزّبير ، وأقلت ذلك منه ، ولم يكن يطيب نفسا بذكر شرف إلّا لبني أمية ، وبني نوفل بن عبد مناف.
قال : ونا الزبير ، حدّثني (٤) مصعب بن عروة بن الزّبير قال (٥) :
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت «أحدا» عن م.
(٢) في م : «قريبا» تصحيف.
(٣) إعجامها مضطرب بالأصل وم ورسمها فيهما : حرقة ، تصحيف والصواب ما أثبت وضبط ، تقدم التعريف به.
(٤) ما بين الرقمين في م : حدثني مصعب بن عثمان بن مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير قال.
(٥) ما بين الرقمين في م : حدثني مصعب بن عثمان بن مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير قال.