قالا : أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا الربيع بن سليمان المرادي (١) ، نا أيوب بن سويد ، نا يحيى بن يزيد الباهلي من أهل البصرة ، وكان ثقة ، قال :
قال عبيد الله بن عدي بن الخيار أحد بني نوفل بن عبد مناف ، بلغني حديث عن علي خفت إن مات أن لا أجده عند غيره ، فرحلت حتى قدمت ـ وفي حديث الخطيب : فقدمت ـ عليه العراق ، فسألته عن الحديث ، فحدّثني وأخذ عليّ عهدا أن لا أخبر به أحدا ، ولوددت لو لم يفعل ، فأحدّثكموه ، فلما كان ذات يوم جاء حتى صعد المنبر في إزار ورداء متوشح قوسا فجاء الأشعث بن قيس حتى أخذ بإحدى عضادتي المنبر ثم قال علي :
ما بال أقوام يكذبون علينا ، يزعمون أن عندنا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما ليس عند غيرنا ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم كان عاما ولم يكن خاصا ، وما عندي عنه ما ليس عند المسلمين إلّا شيء في قرني (٢) هذا. فأخرج منه صحيفة فإذا فيها : من أحدث حدثا ، أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ، فقال له الأشعث بن قيس : دعها تترحل عنك فإنّها عليك لا لك ، فقال : قبّحك الله ، ما يدريك ما عليّ لا لي
أصبحت هو الراعي الضان يهزأ بي |
|
ما ذا يريبك مني راعي الضان |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصّريفيني ، وأبو نصر الزينبي.
وأنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله المقرئ ، أنا أبو محمّد الصّريفيني.
قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السّجستاني (٣) ، نا أبو موسى عيسى بن حمّاد زغبة التّجيبي ، أنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عبد الله بن عدي يحدثه رجلان ، فحدث عنهما قالا :
جئنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع والناس يسألونه من الصدقة ، فزاحمنا الناس ـ وفي حديث الزينبي : فزاحمنا عليه الناس ـ حتى خلصنا إليه ، فسألناه من الصدقة قالا : فرفع البصر
__________________
(١) قبلها في م : «الادري» وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٨٧.
(٢) القرن : الجعبة من جلد ، تكون مشقوقة ثم تخرز.
(٣) سنن أبي داود (٣) كتاب الزكاة ، باب من يعطي من الصدقة وحدّ الفتى (رقم ١٦٣٣) وتهذيب الكمال ١٢ / ٢٤١.