أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم.
وسمع أباه ، وعثمان بن عفان ، وأبا موسى وغيرهما من الصحابة.
وغزا في خلافة أبيه ، وقدم على معاوية بعد قتل عثمان ، فكان معه حتى قتل بصفين ، وكان قد جعله على الخيل.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا يونس بن عبد الأعلى ، أنا عبد الله بن وهب ، أن مالكا أخبره.
ح (١) قال : وأنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ، نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ، أنا ابن القاسم ـ وهو عبد الرّحمن بن القاسم ـ حدّثني مالك (٢) ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه أنه قال :
خرج عبد الله ، وعبيد الله ابنا عمر بن الخطّاب في جيش إلى العراق ، فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة ، فرحّب بهما وسهل ، وقال لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت ، ثم قال : بلى هاهنا مال من مال الله تعالى ، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين فأسلفكماه ، فتبتاعان به من متاع العراق ، ثم تبيعانه بالمدينة ، فتؤدّيان رأس المال إلى أمير المؤمنين ، ويكون لكما الربح ، فقالا : وددنا ، ففعل ، وكتب إلى عمر بن الخطّاب أن يأخذ منهما المال ، فلما قدما على عمر قال : أكلّ الجيش أسلفه كما أسلفكما فقالا : لا ، فقال عمر ابني أمير المؤمنين فأسلفكما ، أدّيا المال وربحه قال : فأما عبد الله ، فسكت وأما عبيد الله فقال : ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمنّاه فقال : أدّياه ، فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله ، فقال رجل من جلساء عمر يا أمير المؤمنين : لو جعلته قراضا (٣). فقال عمر : قد جعلته قراضا ، فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه. وأخذ عبيد الله وعبد الله نصف ربح ذلك المال (٤).
__________________
(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٢) موطأ مالك ص ٣٧١ رقم ١٣٨٥ والإصابة ٣ / ٧٥.
(٣) القراض والمقارضة : المضاربة وصورته : أن يدفع إليه مالا ليتجر فيه ، والربح بينهما على ما يشترطان (القاموس المحيط).
وانظر شرحا وافيا في القراض في موطأ مالك ص ٣٧٢ وما بعدها في ما يجوز في القراض وما لا يجوز.
(٤) نسب قريش للمصعب ص ٣٤٩.