أنا عبيد الله ينميني (١) عمر |
|
خير قريش من مضى ومن غبر |
إلّا (٢) نبيّ الله والشيخ الأغرّ |
|
قد أبطأت عن نصر عثمان مضر |
والربعيون فلا أسقوا المطر |
|
وسارع الحيّ اليمانون الأخر (٣) |
والخير في الناس قديما بقدر (٤) |
قال : فحمل عليه حريث ـ وهو حريث بن جابر الحنفي (٥) ـ وهو يقول (٦) :
قد سارعت في نصرها (٧) ربيعة |
|
في الحقّ والحقّ لها شريعه |
في العصبة السامعة المطيعة |
|
حتى تذوق كأسها القطيعة (٨) |
ثم طعن عبيد الله بن عمر فصرعه فقتله (٩) ، فقال في ذلك الصّلتان العبدي (١٠) :
ألا يا عبيد الله ما زلت مولعا |
|
ببكر لها تهدي الفرا (١١) والتهددا |
وكنت سفيها قد تعوّدت عادة |
|
وكلّ امرئ جار على ما تعوّدا |
فأصبحت مسلوبا على شرّ حالة |
|
صريع قنى وسط العجاجة مفردا |
تشقّ عليك الجيب ابنة هانئ |
|
مسلّبة تندي الشّجا والتبلّدا (١٢) |
وكانت ترى ذا الأمر قبل عيانه |
|
ولكنّ أمر الله أهدى لك الرّدا |
فقد جاء ما منيتها فتسلّبت |
|
عليك وأمسى الجيب (١٣) منها مقدّدا |
وقالت : عبيد الله لا تأت وائلا |
|
فقلت لها : لا تعجلي وانظري غدا |
__________________
(١) الأصل : يتمنى ، وفي م : ينمى ، والمثبت عن المصادر ، وفي الفتوح : سماني.
(٢) الاستيعاب : حاشا.
(٣) وقعة صفين : الغرر.
(٤) وقعة صفين : يبتدر.
(٥) في الفتوح بتحقيقنا ٣ / ١٢٩ عبد الله بن سوار العبدي.
(٦) الرجز في وقعة صفين ص ٢٩٩ والفتوح ٣ / ١٢٩.
(٧) الفتوح : حربها.
(٨) وقعة صفين : الفظيعة.
(٩) اختلفوا فيمن قتله ، قالت همدان : قتله هانئ بن الخطاب ، وقالت حضرموت : قتله مالك بن عمرو الحضرمي ، وقالت ربيعة : قتله حريث بن جابر الحنفي (الجعفي).
انظر الطبري ٦ / ٢٠ الكامل لابن الأثير بتحقيقنا ٢ / ٣٨٠ الأخبار الطوال ص ١٧٨ مروج الذهب ٢ / ٤٢٧ وقعة صفين ص ٣٠٠.
(١٠) الأبيات في وقعة صفين ص ٣٠٠ والفتوح ٣ / ١٢٩.
(١١) كذا بالأصل وم ، وفي وقعة صفين : «اللغا» وفي الفتوح : اللقا.
(١٢) المصادر : التلددا.
(١٣) عن م ووقعة صفين ، وفي الأصل : الحبيب ، وفي الفتوح : الحب.