حاتم عن عبيد الله بن العيزار ، عن القاسم بن محمّد ، عن عائشة قالت : قال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«تهادوا تزدادوا خيرا» ـ وقال أبو بكر : حبّا ـ وهاجروا تورثوا أبناءكم مجدا ، وأقيلوا الكرام عثراتهم» [٧٥٩٣].
تابعه عرعرة بن البرند (١) السامي عن مثنّى أبي حاتم.
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عبيد الله القواريري ، نا يوسف بن يزيد أبو معشر البراء ، أنا عبيد الله بن العيزار ، حدثني عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، وحميد بن عبد الرّحمن الحميري ، قالا :
نشأ ناس من أهل العراق فقالوا في القدر ، فقدمنا المدينة ، فدخلنا المسجد ، فإذا نحن بعبد الله بن عمر ، فابتدرناه : أحدنا عن يمينه ، والآخر عن شماله ، قال : فظننت أنه سيكل المنطق إليّ ، وكنت أبسط لسانا منه ، فقلنا : يا عبد الله بن عمر ألا تخبرنا عن قوم نشئوا بالعراق ، وقضوا في المساجد ، وزعموا أن الأمر أنف ، وأنه لا قدر ، قال : إذا أتيت أولئك فقل لهم : قال عبد الله بن عمر : أنا منكم بريء ، وأنتم برآء مني حتى تؤمنوا بالقدر ، أترى أحدا هذا فإنه لو كان لأحدهم ذهب فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر.
أخبرني عمر قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوسلم جالس إذ جاء رجل حسن الوجه ، شديد سواد الشعر لم يسفعه (٢) سفر ، فقال : يا رسول الله ما الإسلام؟ قال : «أنّ تشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّدا عبده ورسوله ، وأن تصلّي الخمس ، وأن تصوم رمضان» ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال : «نعم» ، قال : صدقت ، قال : فما الإيمان؟ قال : «أن تؤمن بالله واليوم الآخر ، والبعث من بعد الموت ، والقدر كله ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال : «نعم» ، فجعل القوم يعجبون من سؤاله وتصديقه ، قال : فما الإحسان؟ قال : «تعمل لله كأنك ترى الله عزوجل ، فإن كنت لا تراه فإنّه يراك» ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال : «نعم» ، قال : صدقت ، قال : فمتى قيام الساعة؟ قال : «ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، إنّها في الخمس التي استأثر الله عزوجل بهن ، (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ ما فِي
__________________
(١) بالأصل وم : البريد ، تصحيف والصواب والضبط عن تقريب التهذيب ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٥١٨.
(٢) سفعت السموم وجهه : والنار والشمس : لفحه لفحا يسيرا ، فغيرت لون البشرة وسوّدته ، (تاج العروس بتحقيقنا : مادة : سفع).