مالكيّ مناظرة في تحريم الفقاع ، وكان الشيخ جريئا فصيحا ، فنطق بالحجّة ووضّح دليله ، فانزعج المالكي ، وقال : كلني كلني.
فقال : ما أنا على مذهبك. أراد أن مذهبه يجيز أكل الكلب.
وقال له ابن عمّار يوما : ما الدليل على حدث القرآن؟
قال : النسخ ، والقديم لا يتبدّل ولا يدخله زيادة ولا نقص.
وقال له آخر : ما الدليل على أنّا مخيّرون في أفعالنا؟
قال : بعثة الرسل.
وقال له أبو الشكر بن عمّار : ما الدليل على المتعة؟
قال : قول عمر : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنا أنهى عنهما. فقبلنا روايته ، ولم نقبل قوله في النهي.
ولابن أبي روح مجموعة من الكتب : فله كتاب «عيون الأدلّة في معرفة الله» ، وكتاب «التبصرة» في خلاف الشافعي للإمامية ، وكتاب «البيان عن حقيقة الإنسان» وكتاب «المقتبس في الخلاف بيننا وبين مالك بن أنس» و «كتاب «التبيان في الخلاف بيننا وبين النعمان» و «مسألة تحريم الفقاع» وكتاب «الفرائض» ، وكتاب «المناسك» ، وكتاب «البراهين» ، وأشياء أخرى ذكرها ابن طيء في تاريخه.
انتقل بعد الاحتلال الصليبي لطرابلس إلى صيدا ، وكان بها العالم أبو الفتح الصيداوي ، وأصبح مرجع الإمامية بها إليه ، واتّخذ بها دارا للكتب جمع فيها أزيد من أربعة آلاف مجلّدة (١) ، ولم يزل بصيدا إلى أن ملكتها الإفرنج سنة ٥٠٤ فقتل بها.
__________________
(١) تاريخ الإسلام (٥٠١ ـ ٥٢٠) ، ص ٤٤٨.