قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

تحمیل

الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

420/600
*

عن ابن العود (١) ، وابن مقبل الحمصي ، ورحل إلى العراق ، وأخذ عن ابن المطهر ، وكان قد اتّخذ من القرية المذكورة مجلسين : أحدهما للوفود ، والأضياف ، والآخر للطلبة وأهل العلم (٢) ، رأيته أنا في قريته في سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة ، ودار بيني وبينه بحث في الرؤية وعدمها ، وطال الوقوف على جبلها ، والطواف بحرمها ، وهو في ناحية الاعتزال واقف ، وأنا عن السنّة مجادل أثاقف ، وهو للحنظل ناقف ، وأنا للعسل مشتار ولاقف ، وطال النزاع وامتدّ ، واحتدم كلّ منّا الوغى واحتدّ.

وكان شكلا حسنا ، وذا منطق لسنا ، قد أدمن مباحث المعتزلة والشيعة ، وجعل التأويل له في حلة البحث وشيعة ، وكان يزور الشيخ تقي الدين بن تيمية ، ويحمله في مباحثه على ما عنده من الحمية ، ويطير بينهما شرر تلك النيران ، وتمل من وخدهما في قفار الجدل والكيران ، ولم يزل في تلك الناحية قائما بنصرة مذهب الشيعة والاعتزال ، دائما على جذب من يستضعفه من أهل السنّة بالاقتطاع والاختزال (٣) ، إلى أن سكت فمانبس (٤) ، وبطل من حركاته واحتبس ، قال لي القاضي شهاب الدين بن فضل الله : عهدي به في سنة ست وثلاثين وسبع مائة ، ومن شعره :

هل عاينت عيناك أعجوبة

كمثل ما قد عاينت عيني

مصباح ليل مشرق نوره

والشمس منه قاب قوسين

ومنه :

قامت تودعني فقلت لها أمهلي

حتّى أودع قبل ذاك حياتي

__________________

(١) هو أبو القاسم بن الحسين بن العود.

(٢) يبدو أن مدرسته قد سبقت مدرسة الشهيد الأول.

(٣) رحم الله علماءنا كيف حافظوا على استمرار التشيّع في بلادنا العاملية.

(٤) يقصد توفى رحمه‌الله.