خطأ؟ ـ فقال : لقد تعمّدت رميه ، وما أردت قتله ، زاد رجل فقال عمر : لقد شرك العمد الخطأ ، ثم اجتنح إلى رجل ، والله لكأن في وجهه قلب (١) ـ يعني ـ فضة ، وربما قال : ثم التفت إلى رجل إلى جنبه فكلّمه ساعة ثم أقبل على صاحبي فقال له : خذ شاة من الغنم فأهرق دمها ، وأطعم لحمها ، وربما قال : فتصدّق بلحمها واسق اهابها شقّا ، فلمّا خرجنا من عنده أقبلت على الرجل فقلت له : أيها المستفتي عمر بن الخطّاب إنّ فتيا ابن الخطاب لم تغن عنك من الله شيئا ، والله ما علم عمر حتى سأل الذي إلى جنبه ، فانحر راحلتك فتصدّق بها وعظّم شعائر الله ، قال : فنماها ذو العوسن (٢) إليه وربما قال : فانطلق ذو العسن (٣) إلى عمر فنماها إليه ، وربما قال : فما علمت بشيء (٤) والله ما شعرت إلّا به يضرب بالدرة ـ علي ـ وقال مرة : على صاحبي ـ صفوفا صفوفا ثم قال : قاتلك الله ، تعدي الفتيا ، وتقتل الحرام ، وتقول : والله ما علم عمر حتى سأل الذي إلى جنبه ، أما تقرأ كتاب الله ، فإنّ الله يقول : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ)(٥) ثم أقبل عليّ فأخذ بمجامع ردائي ـ وربما قال : ثوبي ـ فقلت : يا أمير المؤمنين إنّي لا أحل لك مني أمرا حرمه الله عليك ، فأرسلني ثم أقبل علي فقال : إنّي أراك شابا فصيح اللسان ، فسيح الصدر ، وقد يكون في الرجل عشرة أخلاق : تسع حسنة ـ وربما قال : صالحة ـ وواحدة سيئة ، فيفسد الخلق السيئ التسع الصالحة ، فاتّق عثرات الشباب.
قال ابن [أبي](٦) عمر قال سفيان : وكان عبد الملك إذا حدّث بهذا الحديث قال : ما تركت منه ألفا ولا واوا.
وأمّا حديث معمر :
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عبد الله محمّد بن علي الصّنعاني ـ بمكة ـ حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبري (٧) ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا معمر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر الأسدي قال :
كنت محرما فرأيت ظبيا فرميت فأصبت حشاه ـ يعني ـ أصل قرنه ، فمات ، فوقع في
__________________
(١) في «ز» : قلت ، وفوقها ضبة.
(٢) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : «ذو العرنيين» وفي م : «ذو العر؟؟».
(٣) كذا رسمها بالأصل ، وانظر ما مرّ عن م و «ز» ، في الحاشية السابقة.
(٤) في «ز» : نفسي.
(٥) سورة المائدة ، الآية : ٩٥.
(٦) زيادة عن «ز».
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الديري ، تصحيف.