الفسطاط والزيادة فيه ، وابتدأ ببنائه سنة اثنتين وتسعين وجعل على بنائه يحيى بن حنظلة مولى قريش ، فأقام في بنائه سنتين ، وقيل إن الناس كانوا يجمعون (١) الجمعة في قيسارية العسل حتى فرغ من بنائه ، وقيل إنّ قرّة بن شريك كان إذا انصرف الصّنّاع من بناء المسجد دخل المسجد ودعا بالخمر والطبل والمزمار ، فشرب ، ويقول : لنا الليل ولهم النهار ، وكان قرّة بن شريك من أظلم خلق الله ، وهمّت الاباضية بقتله والفتك به ، وتبايعوا على ذلك ، فبلغه ذلك فقتلهم (٢).
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (٣) :
وأما هدم بكسر الفاء وسكون الدال : قرّة بن شريك بن مرثد بن الحارث بن حبيش بن سفيان بن عبد الله بن ناشب بن هدم ، له شرف بالشام.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ـ إذنا ـ وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا أبو عروبة الحرّاني ، حدّثنا أيوب ، حدّثنا ضمرة ، عن ابن شوذب قال :
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد : إن أظلم منّي وأجور من ولّى قرّة بن شريك مصر أعرابي جلف جاف (٤) أظهر فيها المعازف.
قال : وحدّثنا أيوب ، حدّثنا ضمرة ، عن ابن شوذب (٥) قال : قال عمر بن عبد العزيز :
الوليد بالشام ، والحجاج بالعراق ، وعثمان بن حيّان بالحجاز ، وقرّة بن شريك بمصر امتلأت الأرض (٦) والله جورا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا أحمد بن يوسف بن
__________________
(١) الأصل : يجتمعون ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٢) راجع ولاة مصر للكندي ص ٨٥ ـ ٨٦ والنجوم الزاهرة ١ / ٢١٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٥٦) وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٠٩.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣١٢.
(٤) رسمها بالأصل : «حاب» وفي «ز» : «؟؟؟» والمثبت عن م ، وقد كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين فيها.
(٥) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام : ٤٥٦ وسير الأعلام ٤ / ٤٠٩.
(٦) كذا بالأصل ، وم ، و «ز» ، وتاريخ الإسلام ؛ وفي سير أعلام النبلاء : الدنيا.