وزن صمحمح من الفعل ، فقال سيبويه ومن يسلك سبيله من البصريين : [هو] فعلعل (١) ، وقال الفراء وأتباعه من الكوفيين هو فعلّل مثل سفرجل ، وكذلك دمكمك ، ولكل فريق منهم اعتلال لقوله ، وطعن في مذهب خصمه.
فأما الفراء فإنه احتج بأن قال : لو جاز أن يكون صمحمح على فعلعل لتكرير لقط العين واللام لجاز أن يكون صرصر على فعفع وسجسج لتكرير لفظ العين واللام لجاز أن يكون صرصر على فعفع وسجسج لتكرير لفظ الفاء فيه ، فلما بطل أن يكون صرصر على فعفع بطل أن يكون صمحمح على فعلعل.
والذي قاله سيبويه هو الصحيح الذي يشهد القياس بتصويبه وذاك أن موافقة الحرف المتكرر الحرف المتقدم في صورته يوجب موافقته في الحكم على وزنه إذا استوفى (٢) في وزن الكلمة الأصول التي هي (٣) فاء الفعل وعينه ولامه ، ما لم يلجئ إلى خلاف هذا حجة كالقصور عن استكمال هذه الحروف ، والحاجة إلى اتمام الكلمة باختصار (٤) حروف الفعل ، فلهذا (٥) قضي على صرصر بأنه فعلل ، ولم يجز حمله على فعفع لأنه لو حمل على هذا بطل التمام لعدم اللام ، فإذا جعلت عين الفعل في صمحمح مكررة لم يفسد الكلام ، وتم مع إقامة القياس واستقام ، وقد قال بعض من احتج بهذا من أصحاب سيبويه ألا ترى أنا نجعل إحدى الراءين في احمرّ زائدة ، ولا نجعل إحدى الراءين في مرّ وكرّ زائدة ، لأنا لو جعلنا إحداهما زائدة بطل عين الفعل أو لامه.
وقالوا : [مما] يبطل قول الفراء قولهم : خلعلع وهو الجعل لو سلكنا به مذهب سفرجل لم يكن له نظير في كلام العرب لأنه ليس في كلامهم مثل سفرجل ، قالوا : وفي خروجه عن أبنية كلام العرب دليل على زيادة الحرف فيه.
وزعم الفراء (٦) أن اخلولق افعوعل فكرر (٧) العين ولم يجعله فعولل (٨) أو افعلل ، [فقال
__________________
(١) بالأصل : فعلل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.
(٢) الأصل : استوى ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.
(٣) الأصل : «فيها» والمثبت عن «ز» ، والجليس الصالح.
(٤) بالأصل وم و «ز» : باحضار ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٥) بالأصل : «فلقد امضى» والمثبت عن م و «ز» ، والجليس الصالح.
(٦) الأصل : «القراء» تصحيف ، والمثبت عن م و «ز» ، والجليس الصالح.
(٧) الجملة بالأصل : أن اخلوا لوافقوا على تكرر.
(٨) في الجليس الصالح افعولل.