مخلد ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، حدّثنا الحسن بن عبد العزيز ، عن الحارث بن مسكين ، عن ابن وهب ، أخبرني ليث بن سعد ، عن يحيى بن عبد العزيز قال :
كان سعد بن عبادة يغزو سنة ويغزو ابنه قيس سنة ، فغزا سعد فنزل برسول الله صلىاللهعليهوسلم مسلمون كثير ضعفاء (١) فبلغ ذلك سعدا وهو في الجيش فقال : إن يك ابني فسيقول يا نسيطاس (٢) هات المفاتيح ، أخرج لرسول الله صلىاللهعليهوسلم حاجته ، فيقول نسطاس : هات من أبيك كتابا ، فيدق أنفه ويأخذ المفاتيح ويخرج لرسول الله صلىاللهعليهوسلم حاجته (٣) ، فأتى قيس إلى تسطاس (٤) فقال ذلك ، فقال نسطاس (٥) : هات من أبيك كتابا ، فدقّ أنفه وأخذ المفتاح وأخرج لرسول الله صلىاللهعليهوسلم مائة وسق ، ثم غزا قيس عاما وتخلف سعد ، فكان قيس يتسلف ويدّان ويطعم الناس ، فقال عمر : أيها الناس ، إنّكم لستم بحقيقين أن تقبلوا من هذا الفتى ، ولا تدرون ما يوافق أباه ، فبلغ ذلك سعدا ، فصبح بعمر وقال : تريد أن تحجر علينا في أموالنا ، ما لنا ولعمر.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنبأنا سهل بن بشر ، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة الله ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنبأنا أبو الجهم بن طلّاب ، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلّال ، حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، حدّثنا مالك ، حدّثني يحيى بن سعيد قال :
كان قيس بن سعد يطعم الناس في أسفاره مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكانت لقيس بن سعد صحفة يدار بها حيث دار ، قال : وكان إذا انفذ ما معه يدين ، قال : وكان ينادي في كلّ يوم : هلمّوا إلى اللحم ، والثريد (٦).
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمّد ، قالا : أنبأنا طراد بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو الحسين الجوزي ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن صالح ، حدّثني عبد الله بن محمّد الظفري ، حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة.
__________________
(١) تقرأ بالأصل وم : ضيفا ، والمثبت عن «ز».
(٢) بالأصل هنا : «سطاط» وفي «ز» : «سبطاس» والمثبت عن م ، وسيرد بالأصل بعد قليل : نسطاس.
(٣) من قوله : فيقول نسطاس إلى هنا سقط من «ز».
(٤) في «ز» : سبطاس.
(٥) في «ز» : سبطاس.
(٦) سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٦.