أن دليما كان يهدي إلى مناة ـ يعني : صنما ـ كل عام عشر بدنات ، ثم كان عبادة يهديها ، ثم كان سعد بن عبادة ، فلما كان قيس بن سعد في الإسلام قال : لأهدينها إلى الكعبة ، فكان يهديها.
قال : وحدّثنا ابن أبي الدنيا ، محمّد بن صالح القرشي ، أخبرني محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن نافع ، عن أبيه قال :
مرّ بي ابن عمر على هذا الأطم (١) غير أن سعدا قال : يا نافع هذا أطم دليم جده (٢) ، وكان مناديه ينادي يوما في كلّ حول : من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم ، فمات دليم ، فنادى منادي عبادة بمثل ذلك ، ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ذلك ، ثم قد رأيت قيس ابن سعد بن عبادة كان من أجود الناس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، حدّثنا أبو بكر الشافعي ، حدّثنا إبراهيم بن (٣) الحربي ، حدّثنا أبو بكر ، حدّثنا أبو أسامة ، حدّثنا هشام ، عن محمّد قال :
أدرك سعد بن عبادة وهو ينادي على أطمه : من أحبّ شحما ولحما فليأت سعد بن عبادة ، ثم أدركت ابنه مثل ذلك (٤) ، وارتحل قيس بن سعد نحو المدينة ومعه أصحابه ، فجعل ينحر كل يوم جزورا حتى بلغ صرارا (٥).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحن (٦) الحسيني ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سلّام قال :
كان قيس بن سعد بن عبادة يقول : اللهمّ هب لي حمدا ، ومجدا ، لا مجدا إلا بفعال ، ولا فعال إلّا بمال ، اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي [ثنا و](٧) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الحافظ (٨).
__________________
(١) الأطم بضم الهمزة والطاء المهملة. جمعه آطام ، وهو البناء المرتفع.
(٢) من هنا إلى قوله : فمات دليم ، سقط من «ز».
(٣) سقطت من «ز».
(٤) سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٦.
(٥) الأصل وم : صرار ، والمثبت عن «ز».
(٦) في «ز» : الحسن.
(٧) ما بين معكوفتين عن «ز» ، ومكانها بالأصل : أخبرنا ، وفي م : «نا وأبو» والمثبت لتقويم السند.
(٨) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٧٨ ـ ١٧٩ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٧ وتهذيب الكمال ١٥ / ٣١٥.