أيوب ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيجاب الطيبي ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ، حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني حفص بن عمر عن يونس ، عن ابن شهاب قال (١) :
كان يعدّون دهاة الناس حين ثارت الفتنة خمسة رهط يقال إنّهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم ، منهم : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وقيس بن سعد بن عبادة ، والمغيرة بن شعبة الثقفي ، ومن المهاجرين : عبد الله بن بديل بن ورقاء (٢) الخزاعي ، وكان قيس بن سعد وابن بديل مع علي ، وكان عمرو بن العاص مع معاوية ، وكان المغيرة بن شعبة معتزلا بالطائف حتى حكم الحكمان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسين بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٣) ، أنبأنا روح بن عبادة ، حدّثنا عوف (٤) ، عن محمّد قال : كان محمّد بن أبي بكر ، ومحمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة من (٥) أشدّ قريش على عثمان ، وأن عليا كان أمرّ قيس بن سعد بن عبادة ـ يعني : على مصر ، وكان قيس رجلا حازما ، فنبّئت أنه كان يقول : لو لا أنّ المكر فجور ، لمكرت مكرا يضطرب منه أهل الشام بينهم ، وإنّ معاوية وعمرو بن العاص كتبا (٦) إلى قيس بن سعد كتابا يدعوانه إلى متابعتهما (٧) ، وكتبا (٨) إليه بكتاب فيه لين فكتب إليهما كتابا فيه غلظ ، فكتبا إليه بكتاب فيه غلظ (٩) ، فكتب إليهما بكتاب فيه لين ، فلما قرآه كتابه عرفا أنهما لا يدان لهما بمكره ، فقال كلّ واحد منهما لصاحبه : تعال حتى نمكر الآن بعليّ في شأنه ، فأذاعا بالشام أنهما قد كتبا إلى قيس بن سعد وأن قد تابعنا وتابعنا على أمرنا ، فبلغ ذلك عليا ، فقال له أصحابه : بادر إلى مصر ، فإنّ قيسا قد تابع معاوية وعمرو ، فبعث عليّ محمّد بن أبي بكر ،
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٦ بهذه الرواية.
(٢) «بن ورقاء» كتبت على هامش م.
(٣) لم أعثر على الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(٤) من طريقه روى الخبر في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٨.
(٥) في سير أعلام النبلاء : من أشدهم على عثمان.
(٦) الأصل : كتب ، والمثبت عن م وسير أعلام النبلاء.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي سير الأعلام : مبايعتهما.
(٨) بالأصل وم : وكتب.
(٩) في سير أعلام النبلاء : فيه عنف.