واذ قد ذكرنا أمر الثغور الرومية وأسبابها ، فلا بأس أن نذكر أحوال الروم ما ينتفع بعلمها ، فأول ذلك بترتيب جيوشهم وهو ان البطريق يكون رئيسا على عشرة آلاف مع كل بطريق (١) ، طرماخان (٢) ، وكل طوماخ على خمسة آلاف ، ومع كل طوماخ خمسة طربخارين كل طربخار على ألف ومع كل طربخار خمسة قمامسة كل قومس على مائتين ، ومع كل قومس خمسة قنطرخين كل قنطرخ [على أربعين ومع كل قنطرخ] أربعة داقرخين (٣) كل داقرخ (٤) على عشرة (٥).
فأما عدة جيوشهم ، فمنها بقسطنطينية (٦) وهي حضرة الملك أربعة وعشرون ألفا منهم الفرسان ستة عشر ألفا ، والرجالة ثمانية آلاف ، فينقسم الفرسان أربعة أقسام ، أولها الاسخلارية ، وصاحبهم الدمستق الكبير وهو صاحب فرض الفروض ، والرئيس على الجماعة وعدتهم أربعة آلاف فارس.
__________________
(١) ذكر الخوارزمي هذه التقسيمات بأسماء مختلفة بعض الشيء فقال : البطريق هو القائد من قواد الروم ، يكون تحت يده عشرة ألاف رجل.
والطرخان ، تحت يد البطريق ، على خمسة ألاف رجل. والقومي على مائتي رجل ، والقنطرخ على أربعين رجلا. والداقراح على عشرة أنفار. مفاتيح العلوم ص ٧٧.
(٢) في النسخ الثلاث : طومرخان ، طومرخ : وأثبتنا ما ذكره ابن خرداذبة ص ١١١.
(٣) في س : دامرخين ، وهو خطأ.
(٤) في س : دامرخ.
(٥) كتب في هامش الاصل بخط مغاير للاصل ما يلي : فكل من اصابته آفة من العسكر وصل خبره الى كبيرة ، أي أمير العشيرة ثم بن أميره الى أميره وهلم جرا. الى أن يصل الى الملك الملك يعلم من حال العسكر بحالا يعلمه غيره بهذا الترتيب حتى لو مات أحدهم أقاموا غير مقامه.
(٦) في النسخ الثلاث : بقسطنطينة.