به عادتهم والفوه ، وان كان بعض ذلك لا يوافق ما عليه مجرى اللغة ، فانا لو ذهبنا الى تغيير ما لا يجوز في لغة العرب مما قد ألف الكتاب استعماله لتعدينا ما يعرفونه ، ويعملون عليه ، وجئنا (١) بما يشكره أكثرهم ويخالف ما جرت به عادتهم ، وليس كل ما يستعمله الكتاب خارجا عن مذهب اللغة ، لكن القليل منه وسيذكر في موضعه ان شاء الله.
أما حلي الرجال ، فأنهم تعودوا (٢) ان يبتدئوا في حلية كل رجل بأن يذكروا سنه ، فيقولون : أما صبي ، وأما حين يقل وجهه ، وحين [يظهر شاربه ، أو شاب](٣) أو مجتمع للكهل ، وليس يكادون يستعملون [دون](٤) الشيخ في الحلى ، وليس من هذه الصفات ، ما يجرى على غير عادت العرب ولغتها. ثم يتبعون ذكر السن باللون ، فيقولون : في كل أبيض أسمر تعلوه حمرة (٥) الا الاسود فأنهم يقولون ، أسود ويحذفون تعلوه حمرة (٦) ، وهذا أيضا جار على مذهب كلام العرب. فان من عادة العرب أن يقولوا : لم يبق منهم أحمر ولا أسود ولا يقولون أبيض ولا أسود. كما يقولون : لم يبق منهم بيت مدر ولا وبر ، ولا يقولون : شعر ثم يتبعون ذكر اللون نعوت الوجه ، فيقولون : واسع الجبهة ، أو ضيق الجبهة. فان كان بها غضون. قيل : وبها غضون. وان كان بها نزع أو جلح (٧) ذكر ، فقيل : أنزع وأجلح. وينعت الحاجبان ، فيقول : مقرون (٨)
__________________
(٢٨) في س : يشتره.
(٢٩) في س : يعوده.
(٣٠) ليست في ت ، س.
(٣١) بياض في الاصل والاضافة من ت ، س.
(٣٢) في الاصل : يعملوه.
(٣٣) في س : محرة.
(٣٤) اجلح : انحسر شعره عن جانبي رأسه.
(٣٥) مقرون : هو ان يطول الحاجبان حتى يلتقيا.