أجد الحلف واصلح بين الناس فقال أبو بكر (١) : قطع الله ما كان منه متصلا وابلى ما كان منه جديدا ، فقال أبو سفيان : ما رأيت شاهد عشيرة شرا منك فانطلق الى فاطمة ، فقالت له : ألق عليا ، فلقيه فذكر له مثل ما ذكر لابي بكر ، فقال له : «أنت سيد قريش فأجد الحلف واصلح بين الناس» فضرب أبو سفيان يمينه على شماله ، وقال : «قد جددت الحلف واصلحت بين الناس». ثم انطلق حتى أتى مكة. وقد كان النبي عليه السلام (٢) ، قال : ان أبا سفيان قد أقبل وسيرجع راضيا بغير قضاء حاجة ، فلما رجع الى أهل مكة أخبرهم الخبر ، فقالوا : «تالله ما رأينا أحمق منك ما جئتنا بحرب فنحذر ولا بسلام فنأمن». وجاءت خزاعة تشكوا ما أصابهم فقال رسول الله : «اني قد أمرت بأحدى القريتين ، مكة ، والطائف» (٣). وخرج في أصحابه فقال : «اللهم اضرب على آذانهم فلا يسمعوا حتى نبغتهم (٤) بغتة». وأغذ السير (٥) حتى نزل (مر الظهران) وقد كانت قريش ، قالت : لابي سفيان ، ارجع ، فلما بلغ [مر](٦) الظهران رأى النيران والاخبية ، قال : ما شأن الناس كأنهم أهل عرفة ، وغشيته خيول رسول الله فأخذوه
__________________
(١) جاء في فتوح البلدان : للبلاذري ص ٥٠ : فقال أبو بكر الق عمر ، فلقي عمر فقال له اجد الحلف ، وأصلح بين الناس ، فقال عمر : قطع الله منه ما كان متصلا ... الخ.
(٢) في س ، ت : صلى الله عليه وسلم.
(٣) في س : مكة أو الطائف.
(٤) في س : نبعثهم.
(٥) في ت : المسير.
(٦) ليست في س.