أسيرا ، فأتى به النبي صلى الله عليه (١). وجاء عمر فأراد قتله فمنعه العباس وأسلم فدخل على رسول الله ، فلما كان عند صلاة الصبح تحشحش الناس وضوءا للصلاة (٢) ، فقال أبو سفيان : للعباس بن عبد المطلب ، ما شأنهم أيريدون قتلي ، قال : لا ، ولكنهم قاموا للصلاة ، فلما دخلوا في صلاتهم رآهم اذا ركع رسول الله ، ركعوا ، واذا سجد سجدوا ، فقال : تالله ما رأيت كاليوم طواعية ، قوم جاءوا من هاهنا ، ومن هاهنا ، ولا فارس الكرام ، ولا الروم ذوات القرون ، فقال العباس : يا رسول الله ، ابعثني الى أهل مكة ، أرغبهم في الاسلام ، فبعثه ثم بعث في أثره ، فقال : ردوا عليّ عمي لا يقتله المشركون فأبى أن يرجع حتى أتى مكة ، فقال : أي قوم أسلموا تسلموا أتيتم ، اتيتم ، واستبطنتم باشهب بازل ، هذا خالد بأسفل مكة وهذا الزبير بأعلاها وهذا رسول الله في المهاجرين والانصار ، وخزاعة ، فقالت قريش : وما خزاعة المجدعة الانوف (٣). وجمعت قريش أوباشها وأتباعها وقالوا : نقدم هؤلاء فان أصابوا ظفرا كنا معهم وان أصيبوا أعطينا الذي نسأل (٤) ، فقال رسول الله : للانصار وقد كان جمعهم ، وقال لابي هريرة لما بعثه لجمعهم ، لا يأتيني الا أنصاري ، فكانوا مطيفين به من سائر الناس أترون أوباش (٥) قريش ، قالوا نعم ، فقال : باحدى
__________________
(١) في س ، ت : صلى الله عليه وسلم.
(٢) في س : اللصلاة : وهي تصحيف.
(٣) في س : الانوت.
(٤) في س : الذي يسأل.
(٥) الاوباش : اخلاط من الناس. أي جمعت جموعا من قبائل شتى.