يديه على الاخرى يشير ان اقتلوهم ثم قال : «وافوني بالصفا» فانطلقوا ، فما يشاء أحد أن يقتل أحد الا قتله ، فجاء أبو سفيان فقال : يا رسول الله ، أبيدت (١) خضراء (٢) قريش [فلا قريش](٣) بعد اليوم ، فقال رسول الله : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن وضع السلاح فهو آمن» (٤). فقال بعض الانصار أدركت الرجل رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته ، وجاء رسول الله صلى الله عليه (٥) الوحي ، وكان اذا جاءه لم يخف علينا ، فقال : يا معشر الانصار قلتم كذا ، قالوا : قد كان ذلك يا رسول الله ، قال : كلا اني عبد الله ورسوله ، هاجرت الى الله واليكم ، فالمحيا محياكم ، والممات مماتكم ، فجعلوا يبكون ، ويقولون : والله ما قلنا الذي قلناه الا للضن برسول الله. وأقبل الناس الى دار أبي سفيان وأغلقوا أبوابهم ووضعوا أسلحتهم ، وأقبل رسول الله عليه السلام الى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت وأتى على صنم كان الى جنب الكعبة وفي يده قوس فأخذ بسيتها وجعل يطعن في عيني الصنم ويقول «جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا» (٦).
__________________
(١) وقيل : البيرت أو ابيرت.
(٢) يقصد بذلك : معصمهم وجمهورهم.
(٣) ليست في الاصل.
(٤) أنظر : أبو داود ـ السنن ح ٢ ص ١٤٥.
(٥) في س ، ت : صلى الله عليه وسلم.
(٦) البخاري : ح ٣ ص ٦٢.