ولما فرغ (١) من طوافه أتى الصفا فعلاه حتى نظر الى البيت ثم رفع يديه يحمد الله ويدعوه وقد جاء في بعض الروايات ، ان رسول الله صلى الله عليه [وسلم](٢) : قال : يوم فتح مكة ، لا يتبعن مدبر ولا يجهزن (٣) على جريح ، ولا يقتلن أسير. وكانت غزوة الفتح في شهر رمضان سنة ثمان ، وأقام رسول الله بمكة الى الفطر ، ثم توجه لغزوة حنين ، وولي مكة عتاب بن اسيد بن أبي العيص ، ابن أمية ، وأمر رسول الله عليه السلام (٤) ، بهدم الاصنام ومحو الصور التي كانت في الكعبة. وقال (٥) : اقتلوا ابن خطل (٦) ولو كان متعلقا باستار الكعبة فقتله ، أبو برزة الاسلمي وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله فقتلت احداهما. ويقال : في الاخرى انها بقيت حتى كسرت لها في أيام عثمان ضلع فماتت. وفي حديث آخر ان قينة ، هلال بن عبد الله وهو ابن خطل (٧) الادرمي جاءت الى النبي [صلى الله عليه](٨) متنكرة فأسلمت وبايعت وهو لا يعرفها ، فلم يعرض لها فأسلم عبد الله بن الزبعرى السهمي قبل أن يقدر عليه وكان النبي صلى الله عليه (٩) قد أباح في يوم الفتح دمه. وخطب رسول الله يوم فتح
__________________
(١) في س : فلى.
(٢) اضيفت من : ت ، س.
(٣) كلمة (ولا) مكررة في الاصل.
(٤) في س ، ت : صلى الله عليه وسلم.
(٥) في الاصل ، س : قالوا.
(٦) هو : عبد الله بن خطل من قبيلة بني تميم بن غالب.
(٧) في ت : حنطل.
(٨) ليست في : س ، ت.
(٩) في ت : صلى الله عليه وسلم.