مكة. فقال (١) «الحمد لله الذي صدق وعده ، ونصره جنده ، وهزم الاحزاب وحده ، الا ان كل مأثرة كانت في الجاهلية ، وكل دم ، وكل دعوى موضوعة تحت قدمي الا سدانة البيت وسقاية الحاج» (٢). وقال رسول الله في خطبته «الا ان مكة حرام ما بين أخشبيها ولم يحل لاحد قلبي ولا يحل لاحد بعدي [ولم تحل لي الا](٣) ساعة من نهار ، لا يختلى خلاها ولا يعضد عضاها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها الا أن يعرّف ـ أو يعرف ـ». فقال العباس «الا الاذخر فانه للقيون وطهور البيوت ، فقال النبي : الا الاذخر».
وفي حديث آخر ان النبي عليه السلام قال (٤) «مكة حرام لا يحل بيع رباعها (٥) ولا أجور بيوتها» وفي حديث آخر مرفوع الى عائشة انها قالت (٦) : «قلت لرسول الله أبن لك بناء يظلك من الشمس بمكة ، فقال : لا انما هي مناخ من سبق» (٧).
__________________
(١) هذه الخطبة رواها الشيخان ، وأبو داود ، وابن سلام وغيرها وفي بعض رواياتها خلاف.
(٢) ابن سلام : الاموال ص ١٦٠. البلاذري : فتوح البلدان ص ٥٤.
(٣) أضيفت حتى يستقيم المعنى. انظر : فتوح البلدان ص ٥٥. البخاري : ح ٣ ص ٦٥.
(٤) أنظر : ابن سلام : الاموال ص ٩٣.
(٥) جمع : ربع ، بفتح الراء : وهي العرصات التي تقوم عليها البيوت.
(٦) أنظر : ابن سلام : الاموال ص ٩٣.
(٧) رواه ابو داود ، والترمذي ، وأبن ماجة بلفظ مغاير مغاير (منى مناخ من سبق).