وقال بعض المفسرين في قوله «سواء العاكف فيه ، والباد» ، البادى من يخرج من الحاج والمعتمرهم سواء في المنازل ينزلون (١) حيث شاءوا غير انه لا يخرج أحد من بيته. وقد جاءت عن كثير من الائمة أحاديث في تسوية الثبور بين أهل مكة وغيرهم ممن (٢) يحج وكراهية ايجاد الابواب ، على دورها حتى ينزل البادي حيث شاء ورخص أكثر فقهاء الحجاز وغيرهم في ذلك وفيما أبنته الناس بمكة ، أن يتناول منه مثل البقل وسائر الزروع ، ورخص في الرعي ، أن يرعى اذا لم يحتش منه ورخص عطاء في القضيب للسواك وما جرى مجراه.
أمر الطائف
قالوا : لما هزمت هوازن يوم حنين أتى فلهم أوطاس فبعث اليهم رسول الله عليه السلام أبا عامر الاشعري فقتل ، فقام بأمر الناس أبو موسى عبد الله بن قيس الاشعري وأقبل المسلمون الى اوطاس فلما رأى ذلك ، مالك أبن عوف البصري [أحد بني دهمان](٣) بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن. وكان رئيس هوازن يومئذ هرب الى الطائف فوجد أهلها مستعدين للحصار ، فأقام بها وسار رسول الله عليه السلام (٤) بالمسلمين حتى نزل على الطائف فرمتهم ثقيف وحاصرهم رسول الله خمس عشرة ليلة ونزل اليه
__________________
(١) في س ، ت : ينزله.
(٢) في س : حج.
(٣) أضيفت من كتاب فتوح البلدان ص ٦٦.
(٤) في س ، ت : صلى الله عليه وسلم.