بسواد ، الا ان الحمة انما هي آثار سواد كالمبانية بحمله السواد ، وشعر الزرزوري مشتبك مختلط كأنه شعرة بيضاء وشعرة سوداء (١). وأما الاصفر فهو الاصفر الابيض العرف والذنب ، فاذا أتى لون من هذه الالوان المفردات ذكر ، وان كان مما يتبعه فهو ينصرف اليه ذكر ذلك ، فقيل مثلا : في الكميت ، كميت أحوى ، أو أحمر ، أو خلوقي ، والاصدى ، أشقر أصدى. وكذلك في سائر الالوان ، وفي الاناث ، يقال : حجر دهماء أو شقراء أو غير ذلك من الالوان. الا في الكميت ، فانه لا يقال الانثى منه كمتاء ، لان العرب لا تقول فعلاء للانثى الا لما كان الذكر أفعل. واذا كان لا يقال أكمت للذكر ، لا يقال للانثى كمتاء. وقد أنكر قول امرئ القيس : (ديمة هطلاء فيها وطف) (٢). لانه لا يقال : أهطل الا ان عادة الكتاب قد استمرت على أن يجيزوا ذلك ، فيقولون : في الانثى كمتاء ، وينبغي أن يستعمل ما يستعملون والا فالحق ، أن يقال : حجر كميت ثم يتبع اللون ، بذكر الاوضاح ، فيبتدأ بذكر الغرة ، فيقال : أغر ، وللغرة أشكال تنعت بها ، منها أن تكون (٣) متصلة بالجحلفة ، فيقال : أغر سائل ، وان تكون منقطعة ، فيقال : أغر منقطع ، ومنها أن تكون مائلة الاتصال ، فيقال : أغر شمراخ ، ومنها أن تكون آخذة على جانب الوجه ، لابسة لاحدى العينين ، فيقال : لطليم. ومنها أن تكون مغشية للعينين كلتيهما ، فيقال : أغشى. ومنها أن تكون الغرة عريضة ، فيقال : أغر شادخ ، ومنها أن تكون لمعة في الجبهة فقط ، فيقال : أقرح. فان كان في الجحفلة بياض ، قيل : ارثم. وان كان على السفلى ، قيل : المظ. ثم يؤخذ في الاوضاح في سائر الجسد ، فان كان في الاربع القوائم بياض ، قيل : محجل أربع ، وان كان
__________________
(١) في س : سود.
(٢)
ديمة هطلاء فيها وطيف |
|
طبّق الارض تحرى وتدر |
لسان العرب ح ١٥ ص ١٠٤ (ـ مادة دوامه).
(٣) في س : أن يكون.