عرضوا لعيره ، واسمه دافيروز (١) بن جشيش ، بالزارة (٢) ، وانظم اليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من اداء الجزية ، فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر ، وذلك ان رجلا خرج منها مستأمنا فدل على شرب القوم وهو من العين الخارجة من الزارة ، فسدها العلاء فلما رأوا ذلك صالحوه على ان له ثلث المدينة وثلث ما فيها من ذهب وفضة ، وعلى ان يأخذ النصف مما كان لهم خارجا. وأتى الاخينس العامري ، العلاء ، فقال له : انهم لم يصالحوك عن ذراريهم وهم (٣) بدارين ودله كراز النكري على المخاضة اليهم ، فلم يشعر أهل دارين الا بالتكبير ، فخرجوا فقاتلوهم من ثلاثة أوجه ، فقتلوا مقاتلتهم ، وحووا الذراري والسبي ، فلما رأى المكعبر (٤) ذلك أسلم ، وبارز البراء ابن مالك ، مرزبان الزارة فطعنه فوق صلبه وصرعه ، ثم نزل اليه فقطع يديه وأخذ سواريه ويلقما كان عليه ومنطقة فخمسه عمر لكثرته وكان أول سلب خمس في الاسلام. ولم يزل العلاء على البحرين حتى توفي سنة عشرين ، فولى عمر بن الخطاب مكانه أبا هريرة الدوسي ، ويروى ان عمر ولي أبا هريرة قبل موت العلاء ، فأتى العلاء توج من أرض فارس عازما على المقام بها ، ثم رجع الى البحرين فمات هناك ، ويروى عن أبي هريرة ، انه قال استعملني عمر على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا ، فلما قدمت عليه ، قال لي : يا عدو الله وعدو كتابه ، سرقت مال الله ، فقلت : لست بعدو الله ولا لكتابه ، ولكني عدو من عاداهما ، ولكن خيلا تناتجت وسهاما اجتمعت ، قال : فأخذ مني اثنى عشر ألفا.
__________________
(١) جاء في فتوح البلدان : ان اسمه فيروز.
(٢) في س جاءت باسم : الزرارة. في جميع المواضيع التي ورد ذكرها في المخطوط.
(٣) وفي الاصل ، س : وهي ، اما في فتوح البلدان جاءت الكلمة (وهم) انظر ص ١٩٦.
(٤) في س المعكبو