على ميل من اليمامة فخرج اليه بنو حنيفة وفيهم الرّجال (١) ومحكم بن الطفيل بن سبيع (٢) الذي يقال له محكم اليمامة فرأى خالد البارقة فيهم فقال يا معشر المسلمين قد كفاكم الله مؤونة القوم [و](٣) قد شهر [بعضهم](٤) السيوف على بعض. واحسبهم قد اختلفوا ، ووقع بأسهم بينهم ، فقال مجاعة : وهو في وثاقه ، كلا ولكنها الهنداوية ، وخشوا (٥) تحطمها فأبرزها للشمس لتلين متونها ، ثم التقى الناس فكان أول من لقيهم الرّجال (٦) بن عنفوة فقتله الله واستشهد وجوه الناس ، وقراء القرآن. ثم ان المسلمين فاءوا وأثابوا وأنزل الله عليهم نصره فهزم أهل اليمامة وأتبعهم المسلمون يقتلونهم قتلا ذريعا ، وقتل محكم والجأوا الكفرة الى الحديقة فسميت يومئذ (حديقة الموت) ، وقتل الله مسيلمة في الحديقة ، وكان فيمن استشهد في الحديقة أبو دجانة سماك بن خرشة. وكانت الحرب قد نهكت المسلمين ، فقال مجاعة : لخالد ان أكثر أهل اليمامة (٧) لم يخرجوا [لقتالكم](٨) ، وانما قتلتم منهم القليل ، وقد بلغوا منكم ما أرى وأنا [مصالحك](٩) عنهم ، فصالحه على نصف السبي ونصف الصفراء
__________________
(١) في س : الدجال.
(٢) في س : سبع.
(٣) اضيفت حتى يستقيم الكلام.
(٤) اضيفت حتى يستقيم الكلام.
(٥) في س : خشو.
(٦) في س : الدجال.
(٧) في س : ان اكثر اليمامة.
(٨) في الاصل لقتالكم ، وفي فتوح البلدان : لقتالكم ص ٦٩.
(٩) في الاصل : مصالحكم. وفي س : مصالحك.