والبيضاء ، والحلقة ، والكراع ، ثم ان خالد توثق منه وبعثه اليهم ، فلما دخل اليمامة أمر الصبيان والنساء ، ومن باليمامة من المشايخ ، ان يلبسوا السلاح ويقوموا على الحصون ، ففعلوا ذلك ، فلم يشك خالد والمسلمون معه حين نظروا اليهم انهم مقاتلة ، فقالوا : صدقنا مجاعة. ثم ان مجاعة خرج حتى أتى عسكر المسلمين ، فقال : ان القوم لم يقبلوا ما صالحتك عليه عنهم ، واستعدوا لحربك فهذه حصون العرض مملوءة رجالا ، ولم أزل بهم حتى رضوا بأن يصالحوا على ربع السبي ونصف الصفراء والبيضاء (١) والكراع ، فاستقر الصلح على ذلك ورضي به خالد وأمضاه وأدخل مجاعة خالدا اليمامة ، فلما رأى من بها قال خدعتنا يا مجاع ، وأسلم أهل اليمامة فأخذت منهم الصدقات.
أمر الشام
لما فرغ أبو بكر من أمر أهل الردة ، رأى توجيه الجيوش الى الشام فكتب الى أهل مكة ، والطائف ، واليمن ، وجميع العرب بنجد (٢) ، يستنفرهم للجهاد ويرغبهم في غنائم الروم ، فسارع الناس اليه من بين محتسب وطامع ، وأتوا المدينة من كل أوب ، فعقد ثلاثة ألوية لثلاثة رجال ، لخالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، ولشرحبيل بن حسنة وهي أمه ، وأبوه عبد الله بن المطاع الكندي ، وكانت حسنة مولاة معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، ولعمرو بن العاص بن وائل السهمي. وكان عقده هذه الالوية ، يوم الخميس غرة صفر سنة ثلاث عشرة ، وذلك بعد مقام الجيش معسكرين بالجرف المحرم كله ، وأبو عبيدة يصلي بهم ،
__________________
(١) جاء في فتوح البلدان : والبيضاء والحلقة والكراع ص ١٠٠.
(٢) جاء في فتوح البلدان : وجميع العرب بنجد والحجاز. ص ١١٥.