قصدار (١). ثم ولى عبيد الله بن زياد ، جرىء بن جرىء الباهلي ففتح الله تلك البلاد على يديه ، وقاتل بها قتالا شديا فظفر وغنم (٢) ، وأهل البوقان اليوم مسلمون. وقد بنى عمران بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي بها مدينة سماها البيضاء وذلك في خلافة المعتصم بالله (٣).
لما ولى الحجاج بن يوسف العراق ، ولى سعيد بن اسلم بن زرعة الكلابي مكران وذلك الثغر ، فخرج عليه معاوية ومحمد ، ابنا الحارث العلافيان ، فقتل وغلبا [العلافيان](٤) على الثغر [واسم علاف](٥) هو ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وهو أبو جرم بن ربان ، فولى الحجاج مجاعة بن سعر التميمي ذلك الثغر. فغزا مجاعة وغنم ، وفتح طوائف من قندابيل ، ثم فتحها محمد بن القاسم ، واستعمل الحجاج بعد مجاعة ، محمد بن هارون بن ذراع النمري. ثم ولي الحجاج أيام الوليد بن عبد الملك ، ثغر السند محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي. وكان محمد بفارس فضم اليه ستة آلاف من جند الشام وخلقا من غيرهم وجهزه بكل ما احتاج اليه ، وأمره أن يقيم بشيراز ، حتى سار اليه أصحابه ، فسار محمد الى مكران ، فأقام بها ثم أتى قنزبور ففتحها. ثم أتى ارمائيل ففتحها وكان محمد بن هارون قد لقيه وانظم اليه وسار معه
__________________
(١) وقد مات المنذر في هذه المدينة وفيه قال الشاعر :
حل بقصدار فاضحى بها |
|
في القبر لم يقفل مع القافلين |
لله قصدار وأعنابها |
|
أي فتى دنيا اجنت ودين |
(٢) وفي جريء بن جريء يقول الشاعر :
لو لا طعاني بالبوقان ما رجعت |
|
منه سرايا ابن جريء باسلاب |
(٣) في س : المعتصم.
(٤) اضيفت حتى يستقيم المعنى.
(٥) اضيفت حتى يستقيم المعنى.