سدوسان في خيل وجمازات (١) فطلب أهلها الامان والصلح وسفرت بينهم السمنية فأمنهم ووظف عليهم خراجا وأخذ منهم رهنا ، وانصرف الى محمد ومعه من الزط (٢) أربعة آلاف فصاروا معه ، وولى سدوسان رجالا ثم ان محمدا احتال لعبور مهران على جسر عقده عليه ، وداهر مستخف به ولاه عنه فلقيه [محمد](٣) بالمسلمين وهو على فيل وحوله الفيلة ومعه التكاكرة فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع بمثله ، وترجل داهر [وقاتل](٤) فقتل (٥) عند المساء ، وانهزم المشركون فقتلهم المسلمون كيف شاؤا وفتح محمد راور عنوة. وأتى برهمنا باذ العتيقة وهي على فرسخين من المنصورة (٦) ، ولم تكن المنصورة يومئذ ، انما كان موضعها غيضة ،
__________________
(١) الجمازات : الابل السريعة السير.
(٢) الزط : وهم طائفة متخلفة من الهنود ومنازلهم في شمال غربي الهند وبلوجستان ، والسند ، والبنجاب وارجوتان وقد اختلف المؤرخون في اصل كلمة (زط) ولكن معظهم اجمع على ان الكلمة تعريب كلمة (جت) الهندية ، وممن يذهبون الى هذا الرأي. البيروني في كتاب في تحقيق ما للهند من مقوله ص ١٠٠ والازهري في التهذيب ص ١١٦ وغيرهم.
(٣) اضيف الاسم حتى يستقيم المعنى.
(٤) اضيفت الكلمة حتى يستقيم الكلام.
(٥) في س لم يسمح بمثل داهر فقتل عند المساء. وذكر المدائني ان رجلا من بني كلاب قتل داهر وقال شعرا.
الخيل تشهد يوم داهر والقنا |
|
ومحمد بن القاسم بن محمد |
اني فرجت الجمع غير معرد |
|
حتى علوت عظيمهم بمهند |
فتركته تحت العجاج مجدلا |
|
متعفر الخدين غير موسد |
انظر : فتوح البلدان ص ٤٨٠.
(٦) المنصورة : سميت بهذا الاسم نسبة الى منصور بن جمهور عامل بني أمية. السعودي : مروج الذهب د ٢ ص ١٢٢.