[وكان فل داهر ببرهمنا باذ هذه](١) فقاتلوه ففتحها عنوة وقتل بها ستة وعشرين ألفا ، وخلف بها عامله ، وهي اليوم خراب.
وسار محمد يريد الرور ، وبغرور فتلقاه أهل ساوندري فسألوه الامان فأعطاهم أياه وانتهى الى الرور وهي من مدائن السند على جبل فحصرهم أشهرا ثم فتحها صلحا على الا يقتلهم ولا يعرض لبدهم ، وقال : ما البد الا ككنائس النصارى واليهود وبيوت نيران المجوس ووضع عليهم الخراج وبنى مسجدا بالرور.
وسار محمد الى السكة وهي مدينة دون بياس (٢) ، ففتحها ، والسكة اليوم خراب. ثم قطع نهر بياس الى المولتان ، فقاتله أهلها ، ودخلوا المدينة منهزمين وحصرهم محمد وقد نفذت أزواد المسلمين حتى أكلوا الحمير ثم أتاهم مستأمن فدلهم على ماء منه شربهم ، وهو من نهر بسمد يصير في مجتمع مثل البركة ويسمونه البلاح (٣) ، فغوره فلما عطشوا نزلوا على الحكم ، فقتل محمد المقاتلة وسبى الذرية ، وسدنة البد ، وكانوا ستة آلاف ، وأصابوا ذهبا كثيرا ، فجمعت تلك الاموال ، في بيت يكون عشرة أذرع ، في ثمان ، فسميت المولتان فرج الذهب ، والفرج ، الثغر وكان بدّ المولتان ، تهدى اليه الاموال من كل بلد من بلدان السند ، وتنذر له النذور ويحج اليه أهل السند فيطوفون به ويحلقون رؤوسهم ولحاهم عنده. قالوا : ونظر الحجاج فاذا هو قد أنفق على محمد بن القاسم ستين ألف ألف ، ووجد الذي حمله محمد اليه مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف ، [فقال](٤) : شفينا غيظا ، وأدركنا ثأرنا وأزددنا ستين ألف ألف وراس داهر. ومات الحجاج فأتت محمدا
__________________
(١) بياض في النسخ الثلاث ، والاضافة من كتاب فتوح البلدان ص ٤٢٦.
(٢) في س : بيان.
(٣) ويسمى أيضا : التلاج.
(٤) بياض في النسخ الثلاث ، وأضيفت الكلمة حتى يستقيم الكلام.