ففعل ، وتلطّف في رفعها ، فلما قرأ محمّد بعث إلى حمّاد يستدعيه ، فأتاه فحادثه قليلا ثم دفع القصة إليه فقرأها فقال : ما عندك فيما ذكر هذا الرجل فقال : هو حقّ وصدق قد غصبه مولاك هذا أرضه ، ولا أزال أسمع كثيرا من الناس ينسبونه إلى التعدّي والظلم ، وأمسك ، فعاد محمّد إلى محادثته مليا ثم نهض حمّاد فانصرف ، فبعث محمّد إلى منصور فأتى به فقال له : لو لا أنّ لحمّاد بن زيد في أمرك (١) سببا لضربت عنقك ، ثم أمر به فأثقل حديدا وطرح في السجن حياة محمّد بن سليمان كلها إلى أن مات فأطلق بعد موته.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا ابن رزقوية ، أنبأنا أبو عمرو بن السمّاك (٣) ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا أبو نعيم قال :
جاء رجل من قبل محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس (٤) إلى الأعمش (٥) فقال له الأمير يقرئك السلام ويقول : إن كانت لك حاجة ، قال : فسكت ساعة ثم قال : قد علم حال الناس وما نحب أن نعلمه بشيء ، قال : فأرسل إليه بأربع مائة درهم.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقّاق ، أنبأنا علي بن الحسين الأصبهاني ، حدّثني عمي (٧) ، حدّثني ابن أبي سعد ، حدّثني حسن بن قداس قال : سمعت موسى بن داود يقول : دخل محمّد بن سليمان بن علي المسجد الحرام ، فرأى أصحاب الحديث يمشون خلف رجل من المحدّثين ملازمين له ، فالتفت إلى من معه فقال : لأن يطأ هؤلاء عقبي كان أحبّ [إليّ](٨) من الخلافة.
أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المقرئ (٩) ، أنبأنا أبو القاسم عبد الباقي بن أحمد ابن هبة الله البزاز ، أنبأنا أبو علي الأهوازي ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو الطيّب محمّد بن حميد بن الحوراني ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن المؤدب قال : قال العمري الكاتب : قال :
__________________
(١) بالأصل : «أمر» والمثبت عن د ، و «ز».
(٢) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.
(٣) في «ز» : «السماط» تصحيف.
(٤) بعدها في «ز» : بن عبد المطلب الهاشمي.
(٥) قوله : «إلى الأعمش» سقط من «ز».
(٦) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.
(٧) في «ز» : حدثني علي.
(٨) زيادة عن ز ، ود.
(٩) في «ز» : المغربي.