الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أبو العيناء قال : قال أبو العنبس :
دخل فزارة صاحب المظالم على محمّد بن سليمان بالبصرة وهو عليل فقال له : خذ من الجلنجبين مقدار فارة فإذا نزل من حوصلتك [واختلط](١) بما ما في مقعدتك فخذ من دواء الكركم مقدار خنفساء وسوطه بمقدار محجمة من ماء ، فإذا صار مثل المخاط فنخساه فقال له محمّد بن سليمان : أما ان أفعل ذلك من غير أن أغلب على عقلي فلا ، قال : احمل على نفسك ، أعزّك الله ، قال له : الصبر على ما نحن فيه من العلة ، وتوقّع ما هو أشد (٢) منه ، أسهل علينا مما تلقانا به.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو محمّد العتكي البصري ، حدّثني الحسين بن محمّد بن سلام مولى آل سليمان بن علي قال : لما احتضر محمّد بن سليمان بن علي كان رأسه في حجر أخيه جعفر بن سليمان فقال جعفر : وانقطاع ظهراه ، فقال محمّد : وانقطاع ظهر من يلقى الحساب غدا ؛ والله ليت أمّك لم تلدني ، وليتني كنت حمّالا وأنّي لم أكن فيما كنت فيه.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّبناني (٣) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني هارون بن مسلم (٤) ، عن محمّد ابن عبيد الله الأموي (٥) ، عن أبي يعقوب الخطابي قال :
لما هلك محمّد بن سليمان غدونا على جعفر بن سليمان فرأيته في هيئة لم أر مثلها خليفة ولا غيره ، رأيته قاعدا على مثل يحدد هام الرجال ، وبنوه صغار بين يديه ، ومواليه وراء ذلك معتمدين على سيوفهم ، ومعه الناس سماطان فكلّهم ساكت لسكوته ، قال : فتنفس الصعداء ثم قال : رحم الله أخي ، فلقد عظمت مصيبتي بموته (٦) ، قال : فقال ـ يعني ـ رجلا
__________________
(١) بياض بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٢) في «ز» : ما هو شر منه.
(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، وفي «ز» : اللبناني ، وفي د : «البناني» تصحيف ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٤) في «ز» : سالم ، تصحيف.
(٥) في «ز» : البغوي ، تصحيف.
(٦) في «ز» : لموته.