الدين أو ظهور الفساد. وقرأ باقي السبعة : وأن بانتصاب الخوف عليهما معا. وقرأ أنس بن مالك ، وابن المسيب ، ومجاهد ، وقتادة ، وأبو رجاء ، والحسن ، والجحدري ، ونافع ، وأبو عمرو ، وحفص : (يُظْهِرَ) من أظهر مبنيا للفاعل ، (الْفَسادَ) : نصبا. وقرأ باقي السبعة ، والأعرج ، والأعمش ، وابن وثاب ، وعيسى : يظهر من ظهر مبنيا للفاعل ، الفساد : رفعا. وقرأ مجاهد : يظهر بشد الظاء والهاء ، الفساد : رفعا. وقرأ زيد بن عليّ : يظهر : بضم الياء وفتح الهاء مبنيا للمفعول ، الفساد : رفعا.
ولما سمع موسى بمقالة فرعون ، استعاذ بالله من شر كل متكبر منكر للمعاد. وقال : (وَرَبِّكُمْ) : بعثا على الاقتداء به ، فيعوذون بالله ويعتصمون به ومن كل متكبر يشمل فرعون وغيره من الجبابرة ؛ وكان ذلك على طريق التعريض ، وكان أبلغ. والتكبر : تعاظم الإنسان في نفسه مع حقارته ، لأنه يفعل ولا يؤمن بيوم الحساب ، أي بالجزاء ، وكان ذلك آكد في جراءته ، إذ حصل له التعاظم في نفسه ، وعدم المبالاة بما ارتكب. وقرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي : عدت بالإدغام ؛ وباقي السبعة : بالإظهار. وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ، قيل : كان قبطيا ابن عم فرعون ، وكان يجري مجرى ولي العهد ، ومجرى صاحب الشرطة. وقيل : كان قبطيا ليس من قرابته. وقيل : قيل فيه من آل فرعون ، لأنه كان في الظاهر على دينه ودين أتباعه. وقيل : كان إسرائيليا وليس من آل فرعون ، وجعل آل فرعون متعلقا بقوله : (يَكْتُمُ إِيمانَهُ) ، لا في موضع الصفة لرجل ، كما يدل عليه الظاهر ، وهذا فيه بعد ، إذ لم يكن لأحد من بني إسرائيل أن يتجاسر عند فرعون بمثل ما تكلم به هذا الرجل. وقد رد قول من علق من آل فرعون بيكتم ، فإنه لا يقال : كتمت من فلان كذا ، إنما يقال : كتمت فلانا كذا ، قال تعالى : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) (١) ، وقال الشاعر :
كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا |
|
وهمين هما مستكنا وظاهرا |
أحاديث نفس تشتكي ما يريبها |
|
وورد هموم لن يجدن مصادرا |
أي : كتمتك أحاديث نفس وهمين. قيل : واسمه سمعان. وقيل : حبيب. وقيل : حزقيل. وقرأ الجمهور : (رَجُلٌ) بضم الجيم. وقرأ عيسى ، وعبد الوارث ، وعبيد بن عقيل ، وحمزة بن القاسم عن أبي عمرو : بسكون ، وهي لغة تميم ونجد. (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٤٢.