وما أدري وسوف إخال أدري |
|
أقوم آل حصن أم نساء |
وقال الزمخشري : وهو في الأصل جمع قائم ، كصوم وزور في جمع صائم وزائر. انتهى وليس فعل من أبنية الجموع إلا على مذهب أبي الحسن في قوله : إن ركبا جمع راكب. وقال أيضا الزمخشري : وأما قولهم في قوم فرعون وقوم عاد : هم الذكور والإناث ، فليس لفظ القوم بمتعاط للفريقين ، ولكن قصد ذكر الذكور وترك ذكر الإناث ، لأنهن توابع لرجالهن. انتهى. وغيره يجعله من باب التغليب والنهي ، ليس مختصا بانصبابه على قوم ونساء بقيد الجمعية من حيث المعنى ، وإن كان ظاهر اللفظ ذلك ، بل المعنى : لا يسخر أحد من أحد ، وإنما ذكر الجمع ، والمراد به كل فرد فرد ممن يتناوله عموم البدل. فكأنه إذا سخر الواحد ، كان بمجلسه ناس يضحكون على قوله ، أو بلغت سخريته ناسا فضحكوا ، فينقلب الحال إلى جماعة. (عَسى أَنْ يَكُونُوا) : أي المسخور منهم ، (خَيْراً مِنْهُمْ) : أي من الساخرين بهم. وهذه الجملة مستأنفة ، وردت مورد جواب المستخبر عن العلة الموجبة لما جاء النهي عنه ، أي ربما يكون المسخور منه عند الله خيرا من الساخر ، لأن العلم بخفيات الأمور إنما هو لله تعالى. وعن ابن مسعود : لو سخرت من كلب ، خشيت أن أحول كلبا.
(وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ) : روي أن عائشة وحفصة ، رضي الله تعالى عنهما ، رأتا أم سلمة ربطت حقويها بثوب أبيض وسدلت طرفه خلفها ، فقالت عائشة لحفصة : انظري إلى ما يجر خلفها ، كأنه لسان كلب. وعن عائشة ، أنها كانت تسخر من زينب بنت خزيمة الهلالية ، وكانت قصيرة. وعن أنس : كان نساء النبي صلىاللهعليهوسلم يعيرن أم سلمة بالقصر. وقالت صفية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : يعيرنني ويقلن يا يهودية بنت يهوديين ، فقال لها : هلا قلت إن أبي هارون ، وإن عمي موسى ، وإن زوجي محمد؟ وقرأ عبد الله وأبي : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن ، فعسى ناقصة ، والجمهور : عسى فيهما تامّة ، وهي لغتان : الإضمار لغة تميم ، وتركه لغة الحجاز.
(وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) : ضم الميم في تلمزوا ، الحسن والأعرج وعبيد عن أبي عمرو. وقال أبو عمرو : هي عربية ؛ والجمهور ؛ بالكسر ، واللمز بالقول والإشارة ونحوه مما يفهمه آخر ، والهمز لا يكون إلا باللسان ، والمعنى : لا يعب بعضكم بعضا ، كما قال : فاقتلوا أنفسكم ، كأن المؤمنين نفس واحدة ، إذ هم إخوة كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وكالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالسهر والحمى. ومفهوم أنفسكم أن له أن