المدخول بها ، وينوى في غير المدخول بها ، فهو ما أراد من واحدة أو اثنتين أو ثلاث. وقاله علي وزيد وأبو هريرة. وقيل : في المدخول بها ثلاث ، قاله عليّ أيضا وزيد بن أسلم والحكم. وقال ابن أبي ليلى وعبد الملك بن الماجشون : هي ثلاث في الوجهين ، ولا ينوي في شيء. وروى ابن خويز منداد عن مالك ، وقاله زيد وحماد بن أبي سليمان : إنها واحدة بائنة في المدخول بها وغير المدخول بها. وقال الزهري وعبد العزيز بن الماجشون : هي واحدة رجعية. وقال أبو مصعب ومحمد بن الحكم : هي في التي لم يدخل بها واحدة ، وفي المدخول بها ثلاث. وفي الكشاف لا يراه الشافعي يمينا ، ولكن سببا في الكفارة في النساء وحدهن ، وإن نوى الطلاق فهو رجعي. وعن عمر : إذا نوى الطلاق فرجعي. وعن علي : ثلاث ؛ وعن زيد : واحدة ؛ وعن عثمان : ظهارا. انتهى. وقال أيضا : ولم يثبت عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال لما أحله : «هو حرام علي» ، وإنما امتنع من مارية ليمين تقدّمت منه ، وهو قوله : «والله لا أقربها بعد اليوم» ، فقيل له : (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) : أي لم تمتنع منه بسبب اليمين؟ يعني أقدم على ما حلفت عليه وكفر ، ونحو قوله تعالى : (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ) (١) : أي منعناه منها. انتهى. و (تَبْتَغِي) : في موضع الحال. وقال الزمخشري تفسير لتحرم ، أو استئناف ، (مَرْضاتَ) : رضا أزواجك ، أي بالامتناع مما أحله الله لك.
(قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) : الظاهر أنه كان حلف على أنه يمتنع من وطء مارية ، أو من شرب ذلك العسل ، على الخلاف في السبب ، وفرض إحالة على آية العقود ، ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان. وتحلة : مصدر حلل ، كتكرمة من كرم ، وليس مصدرا مقيسا ، والمقيس : التحليل والتكريم ، لأن قياس فعل الصحيح العين غير المهموز هو التفعيل ، وأصل هذا تحللة فأدغم. وعن مقاتل : أعتق رقبة في تحريم مارية. وعن الحسن : لم يكفر. انتهى. فدل على أنه لم يكن ثم يمين. و (بَعْضِ أَزْواجِهِ) : حفصة ، والحديث هو بسبب مارية. (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) : أي أخبرت عائشة. وقيل : الحديث إنما هو : «شربت عسلا». وقال ميمون بن مهران : هو إسراره إلى حفصة أن أبا بكر وعمر يملكان إمرتي من بعدي خلافه. وقرأ الجمهور : (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) ؛ وطلحة : أنبأت ، والعامل في إذا : اذكر ، وذكر ذلك على سبيل التأنيب لمن أسرّ له فأفشاه. ونبأ وأنبأ ، الأصل أن يتعديا إلى واحد بأنفسهما ، وإلى ثان بحرف الجر ، ويجوز حذفه فتقول : نبأت به ، المفعول الأول
__________________
(١) سورة القصص : ٢٨ / ١٢.