والشعبي. وقرأ عاصم في رواية : زووجت على فوعلت ، والمفاعلة تكون بين اثنين. والجمهور : بواو مشددة. وقال الزمخشري : وأد يئد ، مقلوب من آد يؤد إذا أثقل. قال الله تعالى : (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما) (١) ، لأنه إثقال بالتراب. انتهى. ولا يدعي في وأد أنه مقلوب من آد ، لأن كلا منهما كامل التصرف في الماضي والأمر والمضارع والمصدر واسم الفاعل واسم المفعول ، وليس فيه شيء من مسوغات ادعاء القلب. والذي يعلم به الأصالة من القلب أن يكون أحد النظمين فيه حكم يشهد له بالأصالة والآخر ليس كذلك ، أو كونه مجردا من حروف الزيادة والآخر فيه مزيدا وكونه أكثر تصرفا والآخر ليس كذلك ، أو أكثر استعمالا من الآخر ، وهذا على ما قرروا أحكم في علم التصريف. فالأول كيئس وأيس ، والثاني كطأمن واطمأن ، والثالث كشوايع وشواع ، والرابع كلعمري ورعملي.
وقرأ الجمهور : (الْمَوْؤُدَةُ) ، بهمزة بين الواوين ، اسم مفعول. وقرأ البزي في رواية : الموؤدة ، بهمزة مضمومة على الواو ، فاحتمل أن يكون الأصل الموؤدة كقراءة الجمهور ، ثم نقل حركة الهمزة إلى الواو بعد حذف الهمزة ، ثم همز الواو المنقول إليها الحركة. واحتمل أن يكون اسم مفعول من آد ؛ فالاصل مأوودة ، فحذف إحدى الواوين على الخلاف الذي فيه المحذوف واو المد أو الواو التي هي عين ، نحو : مقوول ، حيث قالوا : مقول. وقرىء الموودة ، بضم الواو الأولى وتسهيل الهمزة ، أعني التسهيل بالحذف ، ونقل حركتها إلى الواو. وقرأ الأعمش : المودة ، بسكون الواو على وزن الفعلة ، وكذا وقف لحمزة بن مجاهد. ونقل القراء أن حمزة يقف عليها كالموودة لأجل الخط لأنها رسمت كذلك ، والرسم سنة متبعة. وقرأ الجمهور : (سُئِلَتْ) مبنيا للمفعول ، (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) : كذلك وخف الياء وبتاء التأنيث فيهما ، وهذا السؤال هو لتوبيخ الفاعلين للوأد ، لأن سؤالها يؤول إلى سؤال الفاعلين. وجاء قتلت بناء على أن الكلام إخبار عنها ، ولو حكي ما خوطبت به حين سئلت لقيل : قتلت. وقرأ الحسن والأعرج : سئلت ، بكسر السين ، وذلك على لغة من قال : سأل بغير همز. وقرأ أبو جعفر : بشد الياء ، لأن الموؤدة اسم جنس ، فناسب التكثير باعتبار الأشخاص. وقرأ ابن مسعود وعلي وابن عباس وجابر بن زيد وأبو الضحى ومجاهد : سألت مبنيا للفاعل ، قتلت بسكون اللام وضم التاء ، حكاية لكلامها حين سئلت. وعن أبي وابن مسعود أيضا والربيع بن خيثم وابن يعمر : سألت مبنيا
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٥.