العصر ، في مصحف حفصة ، وقوله صلىاللهعليهوسلم : «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» ، لأن التنكيف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجاراتهم وتحاسبهم آخر النهار واشتغالهم بمعايشهم ، انتهى. وقرأ سلام : والعصر بكسر الصاد ، والصبر بكسر الباء. قال ابن عطية : وهذا لا يجوز إلا في الوقف على نقل الحركة. وروي عن أبي عمرو : بالصبر بكسر الباء إشماما ، وهذا أيضا لا يكون إلا في الوقف ، انتهى. وفي الكامل للهزلي : والعصر ، والصبر ، والفجر ، والوتر ، بكسر ما قبل الساكن في هذه كلها هارون وابن موسى عن أبي عمرو ؛ والباقون : بالإسكان كالجماعة ، انتهى. وقال ابن خالويه : (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ، بنقل الحركة عن أبي عمرو. وقال صاحب اللوامح عيسى : البصرة بالصبر ، بنقل حركة الهاء إلى الياء لئلا يحتاج أن يأتي ببعض الحركة في الوقف ، ولا إلى أن يسكن فيجمع بين ساكنين ، وذلك لغة شائعة ، وليست شاذة بل مستفيضة ، وذلك دلالة على الإعراب ، وانفصال عن التقاء الساكنين ، ومادته حق الموقوف عليه من السكون ، انتهى. وقد أنشدنا في الدلالة على هذا في شرح التسهيل عدّة أبيات ، كقول الراجز :
أنا جرير كنيتي أبو عمر |
|
أضرب بالسيف وسعد في العصر |
يريد : أبو عمر. والعصر والإنسان اسم جنس يعم ، ولذلك صح الاستثناء منه ، والخسر : الخسران ، كالكفر والكفران ، وأي خسران أعظم ممن خسر الدنيا والآخرة؟ وقرأ ابن هرمز وزيد بن عليّ وهارون عن أبي بكر عن عاصم : خسر بضم السين ، والجمهور بالسكون. ومن باع آخرته بدنياه فهو في غاية الخسران ، بخلاف المؤمن ، فإنه اشترى الآخرة بالدنيا ، فربح وسعد. (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) : أي بالأمر الثابت من الذين عملوا به وتواصوا به ، (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) في طاعة الله تعالى ، وعن المعاصي.