عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج أن : ولّ (٢) مسمع ابن مالك سجستان ، فولّاه ، فلم يزل عليها حتى مات ، فولّى ابن أخيه محمّد بن شيبان ، فعزله الحجّاج وولى الأشعث بن قيس (٣) الكلبي ، ثم عزله وضمّها إلى قتيبة بن مسلم.
وجدت بخط أحمد بن محمّد بن علي المؤدّب الأنباري ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن دريد الأزدي ـ إجازة ـ أنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال :
كان عبيد الله بن ظبيان فاتكا بذيء اللسان ، وقد قاتل مصعب بن الزبير ، وهو حامل رأسه إلى عبد الملك بن مروان ، وله حديث ، فخرج مع مسمع بن مالك بن مسمع في رفقة ، فحدا الحادي لمسمع فقال :
يا مسمع بن مالك بن مسمع |
|
أنت الجواد والخطيب المصقع |
وفارس الخيل إذا ما تفزع |
|
اصنع كما كان أبوك يصنع |
فقال عبيد الله : إذا والله تنكح أمه ، فسمعها مسمع ، فتطأطأ لها ، وكان حليما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري ، أنبأ أبو طالب عبد الله بن محمّد بن شهاب ، أنا الحسن بن علي بن المتوكل ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني قال :
قال مسلمة ـ يعني ـ ابن محارب : قتل ابن لعبد الملك بن عامر بن مسمع بالزاوية (٤) فاجتزوا رأسه ، فأتوا به الحجّاج فقال : اذهبوا برأسه إلى مسمع بن مالك بن مسمع ، فأتوه به ، فجعله في ثوبه وأقبل به إلى الحجّاج وهو يبكي ، فقال له الحجّاج : أجزعت عليه؟ قال : لا ، بل جزعت له من النار ، فإن رأى الأمير أن يأذن لي في دفنه ، فأذن له ، فدفنه.
قرأت في كتاب أحمد بن محمّد الدلوي ـ مما نقله من خط أبي سعيد السكري مما حكاه عن غيره قال : وقال أبو الحسن المدائني : نا زهير ، نا غسّان بن عبد الملك أبو راشد عن ميمون أبي السمط مولى مسمع بن مالك قال :
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٥ (ت. العمري).
(٢) بالأصل : «ولي» خطأ ، والتصويب عن م ، و «ز» ، ود.
(٣) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ خليفة : بشر.
(٤) الزاوية ، في عدة مواضع ، والمراد هنا الموضع قرب البصرة وبه كانت الوقعة المشهورة بين الحجاج وابن الأشعث (معجم البلدان).