قال : وأنا أبو أحمد قال (١) : سمعت الحسين بن عبد الله القطّان يقول : سمعت المسيّب ابن واضح يقول : خرجت من تل منس ، وأنا أريد مصر إلى ابن لهيعة ، فلما صرت إلى مصر أخبرت بموته ، فسمعت من إسماعيل بن عيّاش.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو بكر الجوزقي قال : سمعت أبا العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي يقول : سمعت نوح بن هشام أبا عصمة جوزجاني يقول :
كنت عند المسيّب بن واضح بالشام فقلت : يا أبا محمّد ، يحكى عندنا بخراسان عن ابن المبارك أنه قال : الإسناد من الدين لو لا الإسناد لحدّث من شاء من الناس ، بما شاء ، هل سمعتها منه؟ قال : لا ، ولكن أكتب حتى أملي عليك حكاية في هذا الباب لا تكتبها اليوم عن أحد غيري ، فقلت : هات ، فقال : سمعت ابن المبارك وسأله رجل ، فقال : ما تقول يا أبا عبد الرّحمن من طلب العلم لله ، هل له أن يشدد في الإسناد؟ قال : نعم ، من طلب العلم لله ينبغي له أن يكون في الإسناد أشد وأشد لأنك تجد ثقة يروي عن ثقة ، وغير ثقة يروي عن ثقة ، حتى تجد ثقة يروي عن ثقة.
ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي (٢).
أن المسيّب بن واضح مات سنة ست وأربعين ومائتين.
بعث إليّ أبو المغيث منقذ ابن أبي سلامة مرشد بن علي بن المقلّد بن منقذ كتابا كان لأبيه جمعه أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب قال (٣) :
وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وأربعين ومائتين توفي مسيّب بن واضح التّلمنّسي السلمي غرّة المحرم ، وسنّه تسع وثمانون سنة ، ودفن بتل منس ، وكان مسندا ، وله عقب نحاس (٤).
__________________
(١) الكامل لابن عدي ٦ / ٣٨٧.
(٢) في «ز» : الفروي.
(٣) معجم البلدان (تل منس).
(٤) تحرفت في أثناء الخبر في معجم البلدان إلى : «نحاس». وفيه في مادة : حاس ، بالسين المهملة ، في أرض المعرة.