الحسين بن عبد الله بن أبي علانة قال : قرئ على أبي طاهر المخلّص ، أنا أبو القاسم البغوي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر المناطقي (١) قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا البغوي.
قالا : نا عبد الأعلى بن حمّاد ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد.
إن مصعب بن الزبير همّ بعريف الأنصار أن يقتله ، فدخل عليه أنس بن مالك فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «استوصوا بالأنصار خيرا ـ أو معروفا ـ وقال أبو علي : ومعروفا اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».
فنزل مصعب من ـ وقال ابن النّقّور : عن ـ سريره على بساطه ، وألزق جلده ، أو قال : خده ، أو قال : تمعك وقال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الرأس والعينين ـ زاد ابنا البنّا : أمر النبي صلىاللهعليهوسلم على الرأس والعينين ـ قال : وتركه ، وقال ابن النّقّور : فتركه (٢).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إسماعيل بن إسحاق السّرّاج ، نا العباس بن هشام ، عن أبيه ، عن الحكم ابن هشام الثقفي قال :
دخل أسقف نجران على مصعب بن الزبير ، فضرب وجهه بالقضيب فأدماه ، فقال الأسقف : إن شاء الأمير أخبرته بما أنزل الله على عيسى : لا ينبغي للإمام أن يكون سفيها ، ومنه يلتمس الحلم ، ولا جائرا ومنه يلتمس العدل.
قال : وأنا مروان ، نا إسماعيل بن يونس ، نا الرياشي قال : سمعت الأصمعي يقول :
قال أسقف نجران لمصعب بن الزبير وغضب عليه حتى قنعه بقضيب في رأسه فقال له : لا ينبغي للملك أن يغضب ، لأن القدرة من وراء حاجته ، ولا يكذب لأنه لا يقدر أحد على استكراهه على غير ما يريد ، ولا يبخل فإنه لا يخاف الفقر ، ولا يحقد لأن خطره قد جلّ عن المجازاة.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : قرئ على سعيد
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ود ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٢) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٥٢٦.