ابن محمّد بن أحمد البحيري ، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي ، أنا أحمد بن حمدون ابن رستم ، نا أحمد بن منصور ، وعبد العزيز بن منيب ، قالا : نا عبد العزيز بن أبي رزمة ، أنا عبد الله بن المبارك قال :
دخل أسقف نجران على مصعب بن الزبير ، فرمى إليه مصعب بشيء فشجّه ، فقال له الأسقف : أعطني الأمان حتى أخبرك بما أنزل الله على عيسى بن مريم في الإنجيل ، فقال له : لك الأمان ، وما أنزل الله عليه؟ فقال الأسقف : أنزل الله عليه : ما للأمير وللغضب ومن عنده يطلب الحلم ، وما له وللجور ومن عنده يطلب العدل ، وما له وللبخل ومن عنده يطلب البذل.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل بن بشر ، قالوا : أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي ، حدّثني أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن سعيد المهراني قال :
سمعت رجلا من أهل العلم يقول : بلغ مصعب بن الزبير عن رجل من أهل البصرة كبر فقال مصعب : العجب من ابن آدم ، كيف يتكبر وقد جرى في مجرى البول مرّتين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني الأزهري ، نا محمّد بن العبّاس ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، أخبرني أبو علي السجستاني ، حدّثني أبو عبد الله بن سلموية قال :
أسر مصعب بن الزبير رجلا ، فأمر بضرب عنقه ، فقال : أعزّ الله الأمير ، ما أقبح بمثلي أن يقوم يوم القيامة فأتعلق بأطرافك الحسنة ، وبوجهك الذي يستضاء به ، فأقول : يا ربّ ، سل مصعبا فيم قتلني؟ فقال : يا غلام اعف عنه ، فقال : أعزّ الله الأمير ، إن رأيت أن تجعل ما وهبت لي من حياتي في عيش رخي قال : يا غلام ، أعطه مائة ألف ، فقال : أعزّ الله الأمير ، فإنّي أشهد الله وأشهدك أنّي قد جعلت لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا ، فقال له : ولم؟ فقال : لقوله فيك :
إنّما مصعب شهاب من الله |
|
تجلّت من وجهه الظّلماء (٢) |
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٠٦.
(٢) مرّ البيت قريبا.