فقال عبد الملك : كان والله كما وصف نفسه وصدق ، ولقد كان من أحبّ الناس إليّ ، وأشدّهم لي الفا ومودّة ، ولكن الملك عقيم (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، نا عبد الله ابن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور عن أبيها ورباح بن مسلم ، عن أبيه ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه قالوا :
قدم أبو عبيد الثقفي من الطائف وكان رجلا صالحا ، وندب عمر الناس إلى أرض العراق ، فخرج أبو عبيد إليها ، فقتل وبقي ولده بالمدينة ، وكان المختار يومئذ غلاما يعرف بالانقطاع إلى بني هاشم ، ثم خرج في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد إلى البصرة ، فأقام بها يظهر ذكر حسين بن علي ، فأخبر بذلك عبيد الله بن زياد ، فأخذه فجلده مائة جلدة ، ودرعه عباءة وبعث به إلى الطائف ، فلم يزل بها حتى قام عبد الله بن الزبير ودعا إلى ما دعا إليه ، فقدم عليه ، فأقام معه من أشد الناس قتالا ، وأحسنهم نيّة ومناصحة فيما يرون ، وكان يختلف إلى محمّد بن الحنفية ويسمعون منه كلاما ينكرونه.
فلمّا مات يزيد ومات المسور بن مخرمة ومصعب بن عبد الرّحمن استأذن المختار ابن الزبير في الخروج إلى العراق ، فأذن له وهو لا يشك في مناصحته ، وهو مصر على الغش له ، فكتب ابن الزبير إلى عبد الله بن مطيع ، وهو عامله على الكوفة ، يذكر له حاله عنده ويوصيه به ، فكان يختلف إلى ابن مطيع ، ويظهر مناصحته ابن الزبير ويعيبه في السر ، ويذكر محمّد بن الحنفية فيمدحه ويصف حاله ويدعو إليه.
وحرّض الناس على ابن مطيع ، واتّخذ شيعة (٣) في جماعة وخيل ، فعدت خيله على خيل ابن مطيع ، فأصابوهم ، وخافه ابن مطيع ، فهرب (٤) ، فلم يطلبه المختار ، وقال : أنا على
__________________
(١) كتب بعدها في «ز» : بلغت سماعا بقراءتي وعرضا بالأصل على شيخنا بقية السلف أبي البركات الحسن بإجازته من عمّه وكتب محمد بن يوسف البرزالي عاشر شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وستمائة. آخر الجزء التاسع والستين بعد الأربعمائة من الأصل وكتب بعدها في : آخر الجزء التاسع والستين بعد الأربعمائة.
(٢) راجع طبقات ابن سعد ٥ / ١٤٧ و ١٤٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٦٠ و ٦١.
(٣) مكانها بياض في م.
(٤) قوله : «فهرب ، فلم» مكانهما بياض في م.