تقبل عليّ الدنيا لا آخذها أخذ الأشر البطر ، وإن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الخرف المهتر (١) ، ثم نزل.
[قال ابن عساكر :](٢) قوله أخوه يعني المنذر (٣) بن الزبير ، وعمّه يعني السائب بن العوّام قتل يوم اليمامة شهيدا ، وخاله يعني خال أبيه حمزة بن عبد المطّلب.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال : وحدّثني مصعب بن عثمان قال :
لما جاء عبد الله بن الزبير نعي مصعب بن الزبير صعد المنبر فقال : الحمد لله الذي له الخلق والأمر ، يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك (٤) ممن يشاء ، ويعزّ من يشاء ، ويذلّ من يشاء ، ألا وإنه لم يذل الله من كان الحق معه ، وإن كان فردا ، ولم يعزز من (٥) كان الشيطان وليه وحزبه ، ولو كان الناس كلهم معه ، ألا وإنه أتانا من العراق خبرا أحزننا وأفرحنا (٦) ، أتانا قتل مصعب بن الزبير رحمة الله عليه ، فأمّا الذي أحزننا (٧) فإن لفراق الحميم لوعة يجدها (٨) حميمه عند غشي المصيبة ، ثم يرعوي من بعدها ذو الرأي إلى جميل الصبر ، وكريم (٩) العزاء ، وأمّا الذي أفرحنا ، فإن قتله كان له شهادة ، وإنّ الله جعل ذلك لنا وله خيرة ، ألا إن أهل (١٠) العراق أهل الغدر والنفاق ، أسلموه وباعوه بأقل الثمن ، فإنا والله ما (١١) نموت حبجا كما يموت بنو أبي العاص ، وما نموت إلّا قتلا قعصا بالرماح ، وموتا تحت ظلال السيوف ،
__________________
(١) الهنز ، بالضم ، ذهاب العقل من كبر أو مرض أو حزن ، وقد أهتر ، فهو مهتر (القاموس المحيط).
(٢) زيادة منا.
(٣) قتل مع أخيه عبد الله بن الزبير ، وذلك في حصار حصين بن نمير ، وذلك في سنة ٦٤ ، راجع نسب قريش ص ٢٤٥ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٨١.
(٤) من قوله : الذي ... إلى هنا بياض في م و «ز».
(٥) من قوله : «وإنه ...» إلى هنا بياض في «ز» ، وم.
(٦) من قوله : «الناس ...» إلى هنا بياض في م و «ز».
(٧) بالأصل : حزننا ، والمثبت عن د.
(٨) من قوله : «رحمة» ... إلى هنا بياض في م ، و «ز».
(٩) من قوله : المصيبة ... إلى هنا بياض في م ، و «ز».
(١٠) من قوله : «شهادة» ... إلى هنا بياض في م ، و «ز».
(١١) من قوله : أسلموه ... إلى هنا بياض في «ز» ، وم.