قال أبى قائلها إلّا إثما (١) فزعم أنه نقد مصقلة العشرة آلاف الأخرى بعد ما ادّعاه معاوية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا عمّار قال :
كانت الخوارج تقول : إنّ عليا سبى المسلمين ، فلم يكن أحد أدرك عليا ولا ذلك إلّا أبو الطفيل ، قال : فلمّا قدمت سألت أبا الطفيل ، فقال : إنّ عليا لم يسب مسلما ، إنّ عليا سبى بني ناجية ، وكانوا نصارى أسلموا ثم ارتدوا عن الإسلام ، ورجعوا إلى النصرانية ، فقتل عليّ مقاتلتهم ، وسبى ذراريهم ، وباعهم من مصقلة بن هبيرة بمائة ألف ، فأعطاه خمسين ألفا ، وبقيت عليه خمسون ، فأعتقهم مصقلة ، ولحق بمعاوية فأجاز عليّ عتقهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، نا الحسن بن سفيان ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبد الملك بن سعيد بن حمان عن عمّار الدوسي ، حدّثني أبو الطفيل قال :
كنت في الجيش الذي بعثهم علي بن أبي طالب إلى بني ناجية قال : فانتهينا إليهم ، فوجدناهم على ثلاث فرق ، قال : فقال أميرنا لفرقة منهم : ما أنتم؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فثبتنا على إسلامنا ، قال : ثم قال الثانية : من أنتم؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى فثبتنا على نصرانيتنا ، قال الثالثة : من أنتم؟ قالوا : نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فرجعنا ، فلم نر دينا أفضل من ديننا فتنصرنا ، فقال لهم : أسلموا ، فأبوا ، فقال لأصحابه : إذا مسحت رأسي ثلاث مرات فشدّوا عليهم ، ففعلوا ، فقتلوا المقاتلة ، وسبوا الذراري ، فجيء بالذراري إلى عليّ ، وجاء مصقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي ألف ، فجاء بمائة ألف إلى عليّ ، فأبى أن يقبل ، فانطلق مصقلة بدراهمهم وعمد مصقلة إليهم ، فأعتقهم ولحق بمعاوية ، فقيل لعلي : ألا تأخذ الذرية؟ فقال : لا ، فلم يعرض لهم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب (٢) بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا أحمد بن
__________________
(١) رسمها بالأصل وبقية النسخ : «بما» والمثبت عن المختصر.
(٢) بعدها بياض في «ز» ، وفي م : الخطيب ، والكلام متصل.