أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : حدثت يحيى بن معين عن علي بن زيد ، عن مطرّف قال :
قعدت إلى نفر من قريش ، فجاء رجل ، فجعل يصلي ، قال : فإذا هو أبو ذرّ ، فقال ابن معين : إنهم يقولون إنه مطرّف بن عوف ولا معنى لهذا ، فقد صح سماع مطرّف من أبي ذرّ.
وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أحمد بن محمّد العمري ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا الأسود ابن شيبان السّدوسي ، عن يزيد بن عبد الله بن الشّخّير أبي العلاء عن مطرّف بن عبد الله قال :
كان يبلغني عن أبي ذرّ حديث ، فكنت أشتهي لقاءه ، فلقيته ، فقلت له : يا أبا ذرّ ، كان يبلغني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حدّثكم ، قال : «إنّ الله تعالى يحب ثلاثة ، ويبغض ثلاثة» [١٢١٢٣] ، قال : فلا إخالني أكذب على خليلي ، فلا إخالني أكذب على خليلي ، فلا إخالني أكذب على خليلي ، قال : قلت : من هؤلاء الذين يحبّهم الله؟ قال : رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا فلقي العدو فقاتل حتى قتل ، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل ، ثم قرأ هذه الآية : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)(١).
قلت : ومن؟ قال : رجل له جار سوء ، يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه ، إمّا بحياة أو موت ، قلت : ومن؟ قال : رجل سافر مع قوم ، فأدلجوا ، حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى ـ وهو النعاس ـ فضربوا رءوسهم ، ثمّ قام ، فتطهّر رهبة لله ورغبة فيما عنده.
قلت : فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال : المختال الفخور ، وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ)(٢) ، قال : ومن؟ قال : البخيل المنّان ، قال : ومن؟ قال : التاجر الحلّاف ، أو البائع الحلّاف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر ، وأبو الفضل.
ح وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنا أبو طاهر.
__________________
(١) سورة الصف ، الآية : ٤.
(٢) سورة لقمان ، الآية : ١٨.