أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي ، حدّثني محمد بن الحسين ، حدّثني ابن سالم ، أنا أبو المليح الرقي عن الحسن بن دينار ، حدّثني ثابت البنّاني أنه ورجل آخر.
دخلا على مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير يوما ، فوجداه مغمى عليه ، قال : فسطع منه أنوار ثلاثة أنوار ، أولها من رأسه ، وأوسطها (١) من وسطه وآخرها من رجله ، قال : فهالنا ذلك ، قال : فلمّا أفاق قلنا له : كيف أنت يا أبا عبد الله؟ لقد رأينا شيئا هالنا ، قال : وما هو؟ فأخبرناه ، قال : ورأيتم ذلك؟ قلنا : نعم ، قال : تلك السجدة ، وهي تسع (٢) وعشرون آية ، سطع أولها من رأسي ، وأوسطها من وسطي ، وآخرها من رجلي ، وقد صعدت تشفع لي ، وهذه (تَبارَكَ) تحرسني ، قال : فمات رحمهالله.
قال : وأنا أبو بكر عبد الله بن محمّد ، نا أبو الحسن أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، نا عصام بن طليق عن شيخ من أهل البصرة عن مورّق العجلي قال :
عدنا رجلا وقد أغمي عليه ، فخرج نور من رأسه حتى أتى السقف فجوقه ، فمضى ، فخرج نور من سرّته حتى فعل مثل ذلك ، ثم أفاق فقلنا له : هل علمت ما كان منك؟ قال : نعم ، أما النور الذي خرج من رأسي فأربع عشرة آية من أول (الم تَنْزِيلُ) السجدة ، وأما النور الذي خرج من سرتي فآية السجدة ، وأما النور الذي خرج من رجلي فآخر سورة السجدة ، وهن يشفعن ، وبقيت (تَبارَكَ) عندي تحرسني ، وكنت أقرأهما في كل ليلة.
أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا في كتابيهما ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا سليمان أبو داود الطيالسي ، نا شعبة ، عن أبي التياح ، عن يزيد بن عبد الله بن الشّخّير أن أباه أوصاه أن لا يؤذّن بجنازته أحد.
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن (٤) أبي تمام الواسطي ، أنا أبو عمر السوسي ـ
__________________
(١) بالأصل : «أو أوسطها» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) كذا بالأصل والنسخ أيضا هنا.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٤٥.
(٤) مكانها بياض في «ز» ، وم.