كنت فيمن فتح تستر فولّيت القبض ، فجاء رجل معه شيء فقال : تبيعوني ما عندي؟ قالوا : نعم ، نبيعك ما عندك ما لم يكن ذهبا أو فضة أو كتاب الله ، فقال : إنه كتاب الله ، ولكنكم لا تقرءونه ، فكرهوا أن يأخذوا منه ثمنا ، وأخذوا منه لغلامه درهمين.
قال : ونا ابن أبي داود ، نا المسيّب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري ، عن هشام ، عن محمّد ، عن أبي الرباب القشيري قال :
كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر ، فجاءنا إنسان مرتدي (١) على شيء ، وقال : أتبيعوني ما معي بعشرين درهما؟ قال : قلت : نعم ، إن لم يكن ذهبا ، أو فضة ، أو كتاب الله ، قال : فإنه بعض ما سميتم : كتاب الله ، ولكن لا تقرءونه ، وأنا أقرأه ، فأخرج الرجل جونة فيها كتاب من التوراة ، فوهبناه له وأخذنا الجونة ، فألقيناها في القبض ، فابتاعها منا بدرهمين.
قال : ونا ابن أبي داود ، نا محمّد بن عبد الملك الدقيقي ، نا عفّان بن مسلم ، نا همّام ، عن قتادة ، عن زرارة بن أبي أوفى ، عن مطرّف قال :
شهدت فتح تستر مع الأشعري ، فأصبنا دانيال بالسوس (٢) ، وأمسينا معه ريطتين (٣) من كتّان (٤) ، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب ، وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر ، يقال له حرقوص ، فأعطاه الأشعري الريطتين ، وأعطاه مائتي درهم ، وكان معنا أجير نصراني يسمى نعيما ، فقال : بيعوني هذه الربعة بما فيها ، قالوا : إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب الله ، قال : فإنّ الذي فيها كتاب الله ، فكرهوا أن يبيعوه الكتاب ، فبعناه الربعة بدرهمين ، ووهبنا له الكتاب.
قال قتادة : فمن ثمّ كره بيع المصاحف ، لأن الأشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب.
قال ابن أبي داود : هذا : ذو الثدية حرقوص بن زهير العنبري من بني تميم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، نا يحيى بن
__________________
(١) كذا بالأصل وبقية النسخ : «مرتدى».
(٢) السوس : بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبي صلىاللهعليهوسلم (راجع معجم البلدان).
(٣) الريطة : كل ملاءة غير ذات لفقين كلها نسج واحد ، وقطعة واحدة (القاموس).
(٤) في «ز» : كتاب.