ويوم ببغداد نعمنا صباحه |
|
على وجه حوراء المدامع تطرب |
ببيت ترى فيه الزجاج كأنه |
|
نجوم الدجى بين الندامى تقلب |
يصرف ساقينا وتقطب تارة |
|
فيا طيبها مقطوبة حين تقطب |
علينا سحيق الزعفران وفوقنا |
|
أكاليل فيها الياسمين المذهب |
فما زلت أسقى بين صنج ومزهر |
|
من الراح حتى كادت الشمس تغرب |
قال : وله يذم بغداد :
زاد هذا الزمان شرّا وعسرا |
|
عندنا إذ أحلّنا بغداذا |
بلدة تمطر الغبار على الناس |
|
كما تمطر السماء الرذاذا |
قال (١) : وأنا علي بن أيوب القمي ، أنا أبو عبيد الله المرزباني ، أنا علي بن هارون ، أخبرني أحمد بن يحيى المنجم قال : قال مطيع بن أيّاس :
نازعني الحب مدى غاية |
|
بليت فيها وهو غضّ جديد (٢) |
لو صب ما للقلب من حبّها |
|
على حديد ذاب عنه الحديد |
حبي لها صاف ، وودي لها |
|
محض وإشفاقي عليها شديد |
وزادني صبرا على جهد ما |
|
ألقى وقلبي مستهام عميد |
إنّي سعيد الجدّ إن نلتها |
|
وإنّني إن متّ منه شهيد |
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش الضرير عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، أنشدني ثعلب ، أنشدني الزبير لمطيع بن أيّاس يقول (٣) :
إنما صاحبي الذي يغفر الذن |
|
ب وإن زل صاحب قلّ عذله |
ليس من يظهر المودة إفكا |
|
وإذا قال خالف القول فعله |
وصله للصدّيق يوم فإن طا |
|
ل فيومان ثم يبتث حبله |
أخبرنا أبو الفرج عثمان بن علي ، وحدثني أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسن الفقيه عنه ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ قال : ومما قرئ على أحمد بن محمد بن
__________________
(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٢٦.
(٢) بالأصل : «غص حديد» والمثبت عن م ، و «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.
(٣) الأبيات من قصيدة لمطيع بن إياس يعاتب يحيى بن زياد في شعره (شعراء عباسيّون) ص ٦٥ وانظر تخريجها فيه.