أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ـ ونقلته من خطه ـ أنا سهل بن بشر بن أحمد ، أنا أبو الفرج محمّد بن عبد العزيز الجرجاني ، والقاضي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ـ بمصر ـ قالا : أنا القاضي أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد الله السعدي ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الجرجاني ، نا الحسن بن إسماعيل ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الفهري ، عن أبيه قال : لم يقل مسلمة بن عبد الملك شعرا قطّ إلّا هذا البيت :
ولو بعض الكفاف ذهلت عنه |
|
لأغناك الكفاف عن الفضول |
وقد روي له شعر غير هذا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرّحمن الأيلي ، نا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني ، قال : أنشدنا الأصمعي لمسلمة بن عبد الملك في صديق كان له فمات ، فجزع عليه (١) :
يسخّي بنفسي (٢) عن شراحيل أنني |
|
إذا شئت لاقيت امرأ مات صاحبه |
قال : ونا أبو حاتم ، نا الأصمعي عن عوانة قال :
كان بين مسلمة بن عبد الملك وبين العباس بن الوليد بن عبد الملك مباعدة ، فبلغ مسلمة أن العباس ينتقصه فكتب إليه بهذه الأبيات :
فلولا أنّ أصلك حين تنمى |
|
وفرعك منتهى فرعي وأصلي |
وإنّي إن رميتك هيض عظمي |
|
ونالتني إذا نالتك نبلي |
إذا أنكرتني إنكار خوف |
|
تضمّ حشاك عن شتمي وعذلي |
فكم من سورة أبطأت عنها |
|
بنى لك مجدها طلبي وجملي |
ومبهمة عييت بها فأبدى |
|
حويلي عن مخارجها وفضلي |
كقول المرء عمرو (٣) في القوافي |
|
لقيس حين خالفه يفعل : |
__________________
(١) الخبر والبيت في تعازي المبرد ص ١٩٨ ـ ١٩٩ منسوبا لمسلمة بن عبد الملك ، ونسبه أبو تمام للشمردل بن شريك أو لنهشل بن حري (الحماسة ٢ / ٣٣٩).
(٢) في تعازي المبرد : وهوّن وجدي.
(٣) يريد عمرو بن معدي كرب ، والبيت من قصيدة له في وصف الحرب ، وروايته :
أريد حياته ويريد قتلي |
|
عذيرك من خليلك من مراد |
القصيدة دالية.