.................................................................................................
______________________________________________________
ـ المراد من الكفؤ منه هو العرفي لا الشرعي بقرينة ذكر العفة ، مع أنه لم يدل دليل على اعتبار العفة في صحة النكاح ولذا ذهب الأكثر إلى عدم اعتبار يسار النفقة في الكفاءة لعدم الدليل فضلا عن قوله تعالى : (إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ) (١) ، وللأخبار الآمرة لذوي الحاجة بالمناكحة كصحيح هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام (جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكا إليه الحاجة ، فقال له : تزوج ، فتزوج ووسع عليه) (٢) ، وخبر الثمالي (كنت عند أبي جعفر عليهالسلام : فقال له رجل : إني خطبت إلى مولاك فلان بن أبي رافع ابنته فلانة فردني ورغب عني وازدراني لدمامتي وحاجتي وغربتي ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : اذهب فأنت رسولي إليه ، فقل له : يقول لك محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : زوّج منجح مولاي بنتك فلانة ولا ترده ـ إلى أن قال ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : إن رجلا كان من أهل اليمامة يقال له : جويبر أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منتجعا للإسلام فأسلم وحسن إسلامه وكان رجلا قصيرا دميما محتاجا عاريا وكان من قباح السودان ـ إلى أن قال ـ وإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة له ورقة عليه ، فقال له : يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك ، فقال له جويبر : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، من يرغب فيّ ، فو الله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال ، فأية امرأة ترغب فيّ ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا جويبر إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفا ، وشرّف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعا ، وأعزّ بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلا ، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها ، فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم وعجميهم من آدم ، وإن آدم خلقه الله من طين ، وإن أحب الناس إلى الله أطوعهم له وأتقاهم ، وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلا ، إلا لمن كان أتقى لله منك وأطوع.
ثم قال له : انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه من أشرف بني بياضة حسبا فيهم : فقل له : إني رسول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليك ، وهو يقول لك زوّج جويبرا بنتك الذلفاء ، وفي الخبر أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم زيادا راجع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : يا زياد ، جويبر مؤمن والمؤمن كفو المؤمنة ، والمسلم كفو المسلمة ، فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه) (٣).
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٣٣.
(٢) الوسائل الباب ـ ١١ ـ من أبواب مقدمات النكاح حديث ١.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢٥ ـ من أبواب مقدمات النكاح حديث ١.